كان الباكستان ضمن برنامج جروح وتفجيرات إرهابية في الأسبوع الماضي، والباكستان بملايين مسلميه كان ضمن دول إسلامية حشدت جهودها لإخراج السوفيات من افغانستان ، وكانت مدرسة ضمن جامعة توزعت مدارسها في كثير من بلاد العالم الإسلامي لمحاربة الكفر والكفار ، كما أن باكستان وغيرها من بلاد المسلمين التي حشدت لمحاربة الشيوعية في افغانستان وقامت مدارسها لتدريس الإسلام وفق مفاهيم «السلف» الصالح تدفع الآن دفعاً لمحاربة الإرهاب الذي هو الإسلام بمفهوم الدول العظمى التي كان واجباً عليها أن تنشر قواتها وتحشد جهودها لحماية هذا الإسلام الذي أصبح إرهاباً الآن!!. لقد كان تحليل الأخ الرئيس لهذه الجماعات في محله ، فهذه الجماعات فهمت الإسلام فهماً مشوشاً ، وحدث لها أشبه ما يكون غسيل دماغ لتفهم الإسلام فهماً خاصاً كله جهاد وحرب ومواجهة ، كما أن هذه الجماعات ترى شعوبها الإسلامية مضطهدة ، يسرق الغرب خيراتها ويحتل أوطانها وتسقط مقدساتها تحت أحذية اليهود قتلة المرسلين والأنبياء وآكلي الربا ومحلّي محرمات الله ، ثم هؤلاء الشباب لا يجدون عملاً حتى ولو حرصوا أن يحصلوا على أعلى الشهادات ، ثم لا وجود لمشروع شامل في أوطانهم يستوعب طموحاتهم وأشواقهم ، ثم إن النتيجة تكون هذه الانفجارات وهذا الخسار الوطني المدمر. لم يكن المسجد الأحمر Red Mosqu إلا نتيجة تعبئة خاطئة وإحباطات متراكمة سببت للباكستان وللعالم الإسلامي إحراجات وتولد عن ذلك مادة إعلامية ضخمة استغلها أعداء الأمة ضد الدين الإسلامي بحقد وخبث بالغين. لقد شبّه أحد الاستراتيجيين الذين بحثوا ثورة الشعب الروسي عام 1917 بأن المجتمع الذي عانى من حكم القيصر كان أشبه بقارورة غازية تعرضت لرج شديد ثم فتحت فجأة فكان أن انفجرت على غرار ما حصل للروس. وهكذا فإن كل بلد في العالم داخله مسجد أحمر، وليس صعباً اقتحامه، فالدولة تظل دولة لا يمكن مقاومتها ، ولكن لماذا تأخذ الحكومات الإسلامية زمام المبادرة فتنزع فتيل هذه المساجد الحمر؟!. ليس المعنى بذلك مؤسسة واحدة، بل كل المؤسسات الحكومية والأهلية، فأن يصل الأمر بالشباب إلى درجة أن يفجر نفسه بكل طمأنينة فهذا هو الأمر المستحيل تصوّره.