للذين يجيدون هز الوسط كما تفعل "فيفي عبده" ولا يجدون حرجاً في الرقص على معاناة البسطاء وهموم المهمومين بطريقة ابتزازية وبأساليب رخيصة، أقول لهم: عوراتكم مكشوفة، وأرصدتكم من المال المنهوب في البنوك معروفة، ورصيدكم النضالي في الملاهي الليلية وعلى طاولات القمار تفضحكم في صورة واقعية لا تحتاج إلى تعليق!!.. إذاً.. ما الداعي للبحث عن ضحايا جدد؛ تدغدغون عواطفهم وتتحدثون زوراً وبهتاناً وباطلاً بألسنتهم، ثم تطيرون بنياتكم السوداء بعيداً حيث قصوركم وملياراتكم والثدي الذي يرضعكم ذهباً؟!. ماضيكم الأسود محفور في الأذهان، ولا يمكن أن تمر عليه عجلة النسيان، فالدم، والبطش، والسحل، والتصفيات الجسدية لا يمكن أن تُنسى، وعندما تتحول معركة السلطة من داخل غرفة اجتماعات إلى الشوارع لتطال الكبير والصغير، والرجل والمرأة، وتمنح الموت ببساطة عبر الهوية؛ فذلك ما لم يمكن أن يتصوره عقل، ومن المستحيل أن يفعله أناس يمتلكون ذرّة إيمان أو شيء من حب الوطن. كذابون، وواهمون، وقتلة، وسفاحون، وسأحيل من يريد أن يعرف أكثر إلى سطور التاريخ الأسود لمجموعة حولت كل شيء إلى عذاب؛ طوابير بحثاً عن لقمة العيش، ورؤوس كثيرة محشورة في سكن ضيق كل واحد يبحث عن موضع، وشوارع مظلمة، وحتى علبة العصير كانت تُهرّب لتروي ظمأ البعض؛ بينما العصائر الأخرى "المشهورة" متوفرة وبكمية!. أين كنا، وأين أصبحنا يا "أبوبكر العطاس" ويا من بجوارك في حانات الليل الأسود، وبأي وجه، قولوا لي كيف تفكرون، وكيف تنظرون إلى المسألة؟!. هي أبعد وأكبر وأعمق من أفكار مريضة تترنح كأصحابها بين مستنقعات العمالة، وذل السؤال عند من تحنون لهم رقابكم، وتبيعون لهم كل شيء، وأي شيء!. هل هو العفو، والسماحة، والعلو الذي دفعكم للحماقات والابتزاز وممارسة "العفن" من جديد، أم هو الحقد والكراهية لما تحقق من نجاحات ومنجزات لوطن ال 22 مايو؟!. أرى أن كلاهما واردان ومتوقعان، وكرم وسماحة وعفو فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية يعلو به في سماوات القلوب ويمنحه التميز في صفحات التاريخ مهما كان النكران والجحود والتنكر، ولا بأس فاللئام طبعهم دائماً التمرد. أما ثورة الأحقاد التي تملأ قلوبكم لما تحقق وما أنجز فليست جديدة؛ لأنكم تزدادون تعرياً، ومرآة الواقع توضح الصورة جيداً بين ما كان.. وما أصبح!. تتحدثون عن الفساد، وكثير منكم سبب رئيسي في الفساد، وملفات كثيرة لكم ولعطائكم تفضح من كان يريد أن يسير بالبلاد والعباد إلى الهاوية. نحن لا ننكر أن المعاناة موجودة، والأسعار ترتفع، وبعض التجاوزات تطل هنا وهناك، ولا يستطيع أحد أن يمنعنا الانتقاد أو التحدث عن المعاناة بحثاً عن العلاج، لكننا نرفض تحويل "المعاناة" إلى مادة كاملة الدسم لتنفيذ مآرب خبيثة وتعميم اللغة الشطرية. الشعب اليمني على مر العصور معروف أنه أبي، شامخ، عصي جداً على الطغاة والمستعمرين وأذيالهم و"مندوبيهم" والعملاء والخونة والمتمردين. أسمعوها جيداً: القافلة تسير، وعواء التآمر ما عمره "نفع" بقدر ما يعزز الحقيقة ويدمغ واقع السقوط.. والوحدة خط أحمر، أحمر، أحمر.