الوحدة ليست خيطاً واهياً أوشعرة سنظل نخشى سواطير التمزيق وأمواس الردة أن تفتك بها يوماً..وليست ميلاد الصدفة بحيث نبقى على انتظار ماسيقوله الكأس بشأن اليوم الذي سيقف فيه اليمنيون ذاهلين أمام حبات عقدها المتناثرة. لتيأسْ كل طموحات الفرقة..ولتذبْ كل أحلام القطيعة ولتخرسْ كل هتافات الإقطاع. أي حمق هذا الذي يقتاته بعض حملة الخبث والمطامع الذاتية فيعتقدون بأن ثمة فرصاً لازالت تظهر بين الفينة والأخرى لحلّ ماعقدته الإرادة اليمنية في يوم مشهود. الوحدة جسر عظيم لبنائه قامت ثورتان عظيمتان سالت فيهما أنهار الدم بروائحها العطرة لتروي شجرة هذه الحقيقة في القلوب ثم أكدها الشعب بحرب مقدسة في صيف قائض وهمة قاهرة. الوحدة إنجاز تخلق في زمن العقم...والتئام حدث في وقت التصدع..وغيث أمرع في زمن القحط.. وهاهي اليوم دوحة وارفة أصلها ثابت وفرعها في السماء . إن الذين يغرقون كل يوم في بحيرات العزلة ويعودون منها بإفكار متعفنة لن يستطيعوا شيئاً سوى ارتشاف الهوس وتقيؤ عبارات وقحة تجرح المشاعر وتشعل في القلب من جديد نار الكراهية لمن حاول يوماً تفكيك العرى وتمزيق الأرض. إنني أتعجّب:هذا الثابت ..الحقيقة..الذي يجري في العروق مع الدم وتلهج بذكره دقات القلوب هل بقي فيه مايكون أداة أو سلاحاً يشكيه الخوارج والمنشقون عن الصف؟! أو لاتخاذ الدعوة لرفضها شعاراً نرفعه متى شعرنا بالهضم أو الغبن؟! الحقيقة ولتسمعها الدنيا إن الوحدة لم تعد طرفاً في أية معادلة سياسية أو حزبية أو حقوقية.. ولم تعد بالفكرة التي تناقشها الآراء وتعدّ لأجلها الطاولات والكراسي.. بل يجب أن نعلم أن الوحدة ليست مجرد ورقة أو وثيقة في «كمر» إنسان ما يهدد بتمزيقها متى أراد .. إنها نهج يزداد امتزاجاً بالعقيدة كل يوم. وإذا كان بعض هواة الفرقة قد استغلوا مطلباً شرعياً للمناضلين من رجال الثورة والوحدة استغلالاً حاقداً لحياكة عملية آثمة للنيل من قداسة الوحدة ومكانتها في النفوس فإن تلك الشعارات والهتافات الرجعية التي فوجئ الوسط اليمني بظهورها لن تزيد الشعب إلا يقظة وحراسة لوحدته وثوراته ومكتسباته رأس ماله الوطني والتاريخي بل وتزيده إيماناً عميقاً بأن ما أنجزه هو بوابة التقدم التي يحاول إيصادها براثن الشتات والفرقة ومن هنا فإن الشعب مستعد لأن يسحق أي رأس يدعو إلى تمزيق وحدته أو إثارة الموقف ضدها. إن أصابع التاريخ لن تنسى كلمة نعق بها مرتد يشوّه بها صورة الوحدة وستظل الأجيال تلعن كل يد رفعت شعاراً يجاهر بالعداء لوحدة الأرض والإنسان. الوحدة وجود ثابت ونحن وجود عابر .. الوحدة حقيقة لاتقبل التأويل أو التبديل وعلى ذلك فإن الذين في قلوبهم مرض ماعليهم أمام الإرادة الصلبة لهذا الشعب إلا المبادرة إلى تصحيح إيمانهم وإثبات وحدويتهم وإلا فإن للثوابت عندنا عيوناً لاتنام. «إضاءة» ليس منا أبداً من فرقا ليس منا أبداً من مزّقا ليس منّا من يصبّ النار في أزهارنا كي تحرقا.. «الفضول»