شهدت العاصمة صنعاء اليوم حشداً جماهيرياً غير مسبوق لملايين المواطنين الذين توافدوا منذ يوم أمس من مختلف محافظات الجمهورية للمشاركة في جمعة " الوفاء للوطن والقائد والحمد والشكر لله على سلامة الرئيس وكبار قادة الدولة " والمسيرة الجماهيرية الكبرى لتجديد تمسكهم الثابت والمطلق بالشرعية الدستورية، وللتعبير عن الوفاء الكامل لقائد مسيرة الوحدة والديمقراطية والتنمية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ورفضهم المطلق لكل محاولات المساس بالسكينة العامة وأعمال العنف والقتل وسفك الدماء والخروج على القانون والدستور و الانقلاب على الشرعية الدستورية أو أية مشاريع تأمرية للانزلاق بالوطن نحو ويلات الفتن والشقاق والتشرذم . وبعد أن أدى جموع المصلين صلاة الجمعة في ساحة ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء والشوارع والأحياء المحيطة به والساحات العامة في مختلف عواصم المحافظات والمديريات، متوجهين بالحمد والشكر لله سبحانه وتعالى الذي كتب لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وكبار قادة الدولة والحكومة السلامة والعافية عقب الحادث الإجرامي والإرهابي الجبان الذي تعرض له فخامة الرئيس الجمعة الماضية وهو يؤدي صلاة الجمعة بجامع النهدين بدار الرئاسة بصنعاء ومعه عدد من القيادات العليا للدولة. أقيمت المهرجانات والمسيرات الحاشدة جماهيرية التي تعد الأكبر والأضخم في تاريخ اليمن للتعبير عن وفاء الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني للوطن والثورة والوحدة والشرعية الدستورية والقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية . ورفع المشاركون في المهرجان الجماهيري الحاشد بميدان السبعين علم الجمهورية اليمنية وصور فخامة الرئيس ورددوا الهتافات المستنكرة لجريمة الاعتداء الإرهابي الغاشم والجبان الذي استهدف فخامة رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة يوم الجمعة الماضي "غرة شهر رجب الحرام " في مسجد النهدين بدار الرئاسة و لكل جرائم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والإهدار لمقدرات الشعب والوطن وتهديد الأمن الاستقرار من قبل عصابات أولاد الأحمر . كما عبر المشاركون في المهرجان الجماهيري الحاشد غير المسبوق عن فرحتهم الغامرة وسعادتهم البالغة بسلامة فخامة الأخ رئيس الجمهورية بعد نجاح العملية الجراحية التي جرت له في المملكة العربية السعودية .. مبتهلين إلى الله العلي القدير وتضرعهم إليه سبحانه وتعالى أن يمًن على فخامته بالشفاء العاجل وأن يحفظه ليواصل قيادة المسيرة التنموية الظافرة وتحقيق المزيد من المنجزات للوطن. وأكدت الحشود الجماهيرية الغفيرة في هذه التظاهرة غير المسبوقة رفضها واستنكارها لحادث الاعتداء الإجرامي على مسجد النهدين وأن الشعب اليمني استبشر بنبأ قرب عودة فخامة الأخ الرئيس إلى أرض الوطن, متجاوزا أصعب التحديات التي يواجهها اليمن قيادة وحكومة وشعبا. كما أكدوا أن اليمن وأمنه واستقراره وديمومة تنميته الاقتصادية والاجتماعية بحاجة إلى حكمة وخبرة فخامة الأخ الرئيس الطويلة وإدارته السليمة خاصة وأن الوطن يتعرض لأصعب المؤامرات والدسائس التي تهدد الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي في المجتمع اليمني .. منددين ومستنكرين لتلك الجريمة البشعة غير الأخلاقية التي لم تراعي حرمة بيت الله وصلاة الجمعة وأنها تعكس الإفلاس والحقد والكراهية للعصابة الإجرامية التي تقف خلف استهداف بيوت الله. وأكد ملايين المحتشدون أن الوصول للسلطة مكفول سلميا للجميع عبر الاحتكام لإرادة الشعب المعبر عنها من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة التي تعكسها صناديق الاقتراع وليس عبر الفوضى والتخريب والمؤامرات والانقلابات التي تسعى إليها أحزاب اللقاء المشترك وبعض القوى الحاقدة على الوطن وتجربته الديمقراطية ومكتسباته . وأعرب المشاركون عن أسفهم لما تتبناه أحزاب اللقاء المشترك والتابعين لها أو السالكين في دربها من شعارات هدامة بما تسميه إسقاط النظام بالفوضى والانقلاب على الشرعية الدستورية والديمقراطية والمساس بثوابت الوطن ومكاسبه التي حققها في ظل راية الثورة والجمهورية والوطن والديمقراطية والانزلاق بالوطن ووحدته نحو المجهول. وأكدت الحشود الملايينية أن الغالبية العظمى والسواد الأعظم من جماهير الشعب اليمني تتمسك بالشرعية الدستورية وبفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وبالأمن والاستقرار والثوابت الوطنية وفي مقدمتها الوحدة المباركة وترفض الانقلاب عليها أو المساس بالمكتسبات الوطنية، والنهج الديمقراطي الذي اختاره شعبنا اليمني الحر الأبي، والتنديد عبر أعمال الفوضى والعنف والتخريب التي تمارسها أحزاب اللقاء المشترك وحلفاؤها من فلول العناصر الانفصالية والأمامية . كما جددت الجماهير الحاشدة التأكيد على تمسك الشعب اليمني ووقوفه ضد أية مخططات تآمرية تستهدف تقويض أمن اليمن واستقراره والمساس بوحدته والانقلاب على شرعيته الدستورية وتسعى إلى الزج باليمن نحو فوهة بركان الفتن والفوضى والحرب الأهلية . وأكدوا وقوفهم إلى جانب القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ودعمهم وتأييدهم للشرعية الدستورية وان الوطن في هذه المرحلة الاستثنائية بحاجة إلى تضافر جهود أبنائه المخلصين والشرفاء من أجل مواجهة كافة التحديات والمخاطر إلى تهدده أمنه واستقراره وسلامة أمنه الاجتماعي. ودعوا أطراف المنظومة السياسية في الساحة الوطنية إلى تغليب المصلحة العليا للوطن وتجنب ويلات المؤامرات والدسائس والجلوس على طاولة الحوار باعتباره هو الوسيلة الحضارية والوحيدة للتفاهم لحل كافة الخلافات والتباينات وتجاوز الأزمة الراهنة وإنقاذ الوطن من الانزلاق نحو الفوضى والفتنة بما يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره ومكتسباته الوطنية. وجدد المشاركون في المهرجان مساندتهم لجهود الدولة في فرض هيبة النظام والقانون والضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار في الوطن .. منددين بأعمال العنف والاعتداءات على المواطنين ورجال القوات المسلحة والأمن وعلى المباني والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة. داعيين الدولة باتخاذ إجراءات حازمة في مواجهة هذه العصابات وتطبيق النظام والقانون على الجميع باعتبار أنه لا أحد فوق القانون. كما دعوا للحفاظ على أمن الوطن واستقرار الحياة وسلامة المجتمع ضد جرائم الفوضى والتخريب والنهب والإرهاب ، وكذا الحفاظ على سلطات الشعب ومقدراته الوطنية وسيادة الوطن ومكتسباته التنموية والديمقراطية. وفي المهرجان ألقى الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الدكتور أحمد عبيد بن دغر كلمة أشار فيها الى الحادث الإجرامي والدموي المرعب الذي دبرته أيادي آثمة وقاتله يوم الجمعة الماضية واستهدف فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وعدد من قادة الدولة المخلصين والضباط والجنود الميامين. وقال " لقد عشنا لحظة جرم كادت أن تعصف باليمن وتطيح بوحدته ودولته وانجازاته الوطنية التي تحققت خلال مسيرته الوطنية ، كان الهدف المباشر لهؤلاء المجرمون القتلة من ذوي النفوس الحاقدة والعقول المريضة هو الرئيس علي عبدالله صالح وكان الهدف غير المباشر هو الإطاحة باليمن دولة ووحدة ومؤسسات ،مجتمعا ولحمة وتاريخا وتحولات ". وأضاف " هم ارادوا الموت لفخامة الرئيس وأصحابه وأراد الله العلي العظيم له الحياة والبقاء والعمر المديد وكانت إرادة الله سياجا مانعا حاميا حانيا رحيما ،تآمروا وقتلوا وخاب أملهم في النيل من فخامة الرئيس ". وتابع بن دغر قائلا" لقد أخطأ الذين هاجموا المؤسسات الحكومية مرة ثانية عندا هللوا وكبروا فأضافوا جرحا جديدا لجروح لم تندمل بعد ولا زالت تنزف دما ،وأخطأوا في الساحة عندما اختفلوا بهذه الجريمة النكراء وفرحوا برائحة الدم وهم من أعلنوا أن اعتصامهم سلميا وأنهم يحلمون بدولة النظام والقانون ،فأين السلم هنا مع لون الدم". وقال " ان المعارضة السياسية أخطأت عندما سمحت لشبابها في الساحات بالتعبير فرحا عن الجريمة وكأن ذلك هو النموذج الأفضل الذي أرادوه للإنتقال السلمي للسلطة ". وأضاف الدكتور بن دغر" لقد انحدرت الأخلاق الى أدنى مستوياتها وضاعت القيم في مارثون الصراع على السلطة ، لقد تناسوا أن من احتفلوا بالجريمة التي ارتكبت بحق رئيس الجمهورية انه من حقق استقرار اليمن قبل الوحدة وسعى للوحدة حتى تحققت وفي عهده شهدت اليمن نهضة تنموية لم تعرف لها مثيلا في تاريخها. ودعا لجنة التحقيق الى الإسراع في نشر الحقائق كما هي للشعب ليعرف الجميع من يقف وراء هذه الجريمة الإرهابية النكراء وليعرف الشعب من هو خصمه ومن هي الأيادي المجرمة التي ارتكبت هذه الجريمة ضد رمز الوطن بل وضد الوطن والشعب. وخاطب رئيس الجمهورية قائلا" لعلكم تتابعون أخي الرئيس هذا المهرجان الحاشد الغاضب للجريمة الدامية بحقكم فبإسمي ونيابة عن زملائي في قيادة المؤتمر الشعبي العام في التنظيم والحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة، وباسم جماهير الشعب اليمني العظيم في كل مكان من الأرض اليمنية الطاهرة نهنئكم بالسلامة ونهنئ رجال الدولة الذين أصيبوا في الحادث ونتمنى لهم الشفاء العاجل". ومضى قائلا" نحن ننتظركم يافخامة الرئيس ،قلوبنا وأعناقنا تشرئب شمالا تترقب عودتكم القريبة ". وعبر عن تعازيه الحارة الى أسر الشهداء الذين كانوا يتواجدون معكم أو الذين أصيبوا في هذا الاعتداء الاجرامي ..سائلا الله ان يسكن الشهداء فسيح جناته وان يمن بالشفاء العاجل للمصابين. وأضاف ان واجبنا معهم هو واجبنا مع غيرهم ممن سقطوا دفاعا عن الوحدة والجمهورية أو دفاعا عن الشرعية من العصابات المارقة التي عاثت في العاصمة فسادا وكانت سببا في كل ما مررنا ونمر به من أسباب التوتر والفتنة والإحتراب . وأشار الى أن جريمة الجمعة الماضية كانت جريمة بحق الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية وكانت فعلا وحشيا موجها لكل بيت ولكل أسرة في طول اليمن وعرضها ". وقال بن دغر :" لقد أرادو تمزيق الوطن وتمرير مشاريع تقسيمه وتدميره فكنتم من حماة ثبتم عند الشدائد وصمدتم في المحن ، فلكم الفضل الأول ولرجال القوات المسلحة والأمن الذين وقفوا جبالا شامخة ومؤمنة بالوطن ، فكان لهم النصر وكان لأعدائهم الهزيمةوالعار". وأكد ضرورة التمسك والتوحد والثبات على الأرض كلا حسب قدرته واستطاعته قائلا:" لا تجعلوا المتآمرون يفرحون بجريمتهم النكراء ، ردوا عليهم سهامهم إلى صدورهم تمزقها كما حاولوا تمزيق قلب القائد وصحبه ، واصمدوا اليوم وغدا وليقف كل منا ثابت في موقفه الوطني واصبروا وصابروا ورابطوا فالخطر المدق زال وإن بقيت له ذيول والأزمة إلى زوال والنصر آت . وأضاف:" تأملوا فيما حدث وما قد يحدث فبرغم الجراح والدماء والأرواح فإن الوطن أكبر من الملمات والأحداث ، اليمن أمانة في أعناقنا ووديعة وهبها الله لنا فلا يحق لأحدنا تدميرها أو تخريبها أو المساس بامنها وأمن أهلها ، ولنتدبر ما حدث ولنتعظ وليفهم العقلاء قادة وأحزابا وشيوخا وعلماء وشباب " . وتابع :" هنا يجب أن يسود العقل وتسموا الحكمة ونحمي الوطن والحوار طريقنا والسلام غايتنا واليمن أغلى ما نملك وما سنملك وهو حاضرنا ومستقبلنا وأرضنا وسماؤونا وهواءنا الذي نتنفسه فلنحافظ عليه ما حيينا " . ومضى قائلا:" نريد أن نصنع سلاما دائما في ربوع الوطن الغالي وليس في تصورنا أن تخرج هذه الأزمة بطرف منتصر وآخر منهزم ، فلننتصر جميعا على جراحنا وخلافاتنا ولينصر اليمن بكل ابناءه ولنؤسس لنظام سياسي يستوعبنا جميعا ويحتوي تناقضاتنا ". وأضاف:" إننا نعتقد جازمين في المؤتمر الشعبي العام بأن اليمن في حاجة ملحة لإصلاحات عميقة تطال كل البناء السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهذه المهمة لا ينهض بها طرف دون آخر ، فلنتفق على ما هو مشترك فيما بيننا وعلينا جميعا أن نخفض سقوفنا السياسية تحت سقف الوحدة والديمقراطية وبناء الدولة اليمنية الحديثة ". وأكد أن طريق السلام يبدأ بالوفاق الوطني وعودة الوفاق يتطلب عودة للوطن أولا وللشعب ثانيا والإرادة الوطنية الجامعة ثالثا .. داعيا الأخوة في المشترك للاحتكام للعقل والحكمة وتغليب المصلحة العليا للوطن فوق كل مصلحة . ونوه بجهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وولي عهده الأمين الذين استضافوا فخامة الأخ رئيس الجمهورية وإخوته قادة الدولة .. مقدرا قادة مجلس التعاون الخليجي الذين حرصوا على أمن اليمن واستقراره وكذا الأشقاء والأصدقاء الذين أبدوا اهتماما بالحادث تنديدا واستنكارا ورفضا . وقال بن دغر :" ندعو الله أن يعجل بشفاء المرضى وان يعيدهم إلى الوطن سالمين وأن يرد كيد الماكرين إلى نحورهم ونشكركم على حضوركم الدائم الذي غير دائما موازي القوى على الساحة وكمنتم السد المنيع في وجه كل المؤامرات والرقم الصعب في الأزمات فلم تثنيكم السعوبات عن الحضور ولا تراجعت عزيمتكم وشكرا للذين يتجمعون الآن في كل المحافظات ويقفون موقفكم منددين بالجريمة ويذودون عن الوطن والوحدة والشرعية الدستورية".