لا شك أن المراسلين الصحافيين لوسائل الإعلام الخارجية وحتى الصحافيين العاملين في مختلف وسائل الإعلام المحلية سيفتقدون الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي رحل إلى عالم ليس فيه نفاق أهل الأرض.. كان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر مثالاً للمسؤول وللزعيم القبلي في التعامل مع الصحافيين؛ فلم يحدث على حد علمي أن طلب منه صحافي اللقاء به لإجراء حوار صحفي معه إلا واستجاب له. وعندما كان يدور شريط التسجيل لم يكن الرجل يتحرج من الرد على أي سؤال كان، بل كان عفوياً وصادقاً مع الذي يتحدث معه، كعادته في التعامل مع بقية الأحداث والتطورات التي كانت تشهدها اليمن. وأكثر من ذلك لم يحدث أن أقدم الشيخ الجليل على تجريح أي صحافي كان يذهب إليه، وكان في الغالب لا يتصل كما حال البعض بعد الانتهاء من الحوار ليطلب من الصحافي الذي أجرى معه الحوار شطب أية عبارة أو إجابة من تلك التي قالها في حديثه. وأشهد أن الرجل طوال فترة علاقة الصحافيين به لم يكن إلا ذلك الرجل الذي يمنحك قدراً من الراحة والاطمئنان وأنت في مجلسه. وكان حريصاً على أن يحضر الصحافي الذي سيجري معه الحوار إلى مقيله العامر ليستمع بنفسه إلى ما يدور في المقيل من آراء ونقاشات في قضايا شتى، ويرى بعينيه كيف تقيم أمور البلد في هذا المجلس. كان رحمه الله ودوداً في علاقاته بالصحافيين، صادقاً في إجاباته، عفوياً في ردود فعله تجاه بعض الأسئلة المستفزة التي كانت توجه إليه من بعض الزملاء، وكنت أحدهم، وربما كانت هذه العفوية وهذا الود هو السبب في التجرؤ في طرق الكثير من الممنوع في الحديث معه. برحيل الشيخ عبدالله الأحمر سيفتقد الصحافيون شخصية سياسية وقبلية واجتماعية استثنائية كان لها الحضور الكبير والبارز في كافة المنعطفات السياسية التي مرّت بها البلد، سواء ما قبل الوحدة أو ما بعدها. ورغم الكثير مما قيل عن موقف الرجل من الوحدة التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو1990م، ونظرته إليها باعتبار أن "الفرع عاد إلى الأصل" وموقفه من "إقامة الوحدة مع شيوعيين وملحدين" إلا أن الشيخ عبدالله الأحمر، وبعد أن أعلنت دولة الوحدة في موعدها كان وفياً لها وأميناً عليها، ومات وهو مرتاح الضمير في موقفه تجاهها. ويبدو أن الصحافيين سينتظرون وقتاً طويلاً قبل العثور على شخصية كاريزمية من نمط الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، الذي كان يجمع بين رجل الدولة وزعيم القبيلة والشخصية الاجتماعية الرصينة التي كانت تضع احتراماً كبيراً لخصومها قبل أصدقائها. والأمل معقود على أنجال الشيخ عبدالله، بخاصة منهم الشيخ صادق، والشيخ حميد في أن يعوضا الفراغ الكبير الذي تركه الفقيد الراحل على أكثر من ساحة، ومنها ساحة الصحافة التي كانت تجد في الشيخ عبدالله الأحمر شخصية عفوية وصادقة لا تجدها إلا في شخصيات قليلة، وهي شخصيات نادرة جداً كان والدهما بينها.