تجد في نفسك رغبة في المعارضة.. حسناً..عارض .. فقط كن منصفاً وأنت تعارض..عادلاً في معارضتك.. جميل ألا تكون مستأنساً كقطة منزلية لا تعبر عن انزعاجها من مطاردة عبث طفولي لا ينتهي.. ولكن ما أجمل أن تكون معارضاً واقعياً !! لا تقفز في الفراغ الأجدب بقدر ما تحرص على حسن اختيار موطىء القدم.. الصورة الكاملة للرؤية.. الكأس بنصفيه الممتلىء والفارغ. عندما تكون متوازناً وأنت تمارس لعبة ممارسة حرية التعبير بجرأة فإنك تمارس الحرية «الأفضل».. الحرية التي لا تجعلك في جيب سفارة أو حقيبة منظمة تمارس تشجيع الفوضى تحت يافطة الليبرالية.. من حقك أن تقول رأيك دون أن تكون مضطراً لا ستقبال زائر فجر لا يدرك أن ضيف الليل مكروه ولو جاء بالهدية كما يقول المثل.. لكن الحرية لا تتحقق فقط في حقك أن تصبح أسيراً في متواليات البكاء على لبن انسكب وآخر مايزال في «الجرة» قابلاً لأن يتعاون الناس للاستفادة منه دون أن يكون فيهم من يدلقه عامداً متعمداً رغبة في سماع زعيق النائحة المستأجرة.. أن تكون منصفاً قادراً على التعبير حول مشاهدتك الصورة الكاملة فهذه هذ الحرية المكتملة التي تراعي أن الانتصار للحقيقة وتحقيق العدل والمواطنة المتساوية يبدأ من النفس وليس فقط من سطور مكررة في صحيفة.