بالنبدقية قد تقتل شخصاً، اثنين، أو حتى عشرة.. لكنك بالتعليم الهش قد تقتل شعباً بأكمله؟! سياسات التعليم التي لا تُنمّي الذهن والتفكير بقدر ما تحوّل الدماغ إلى حافظة عند الطلب فقط، أخطر من أي مفاعل نووي قد يضرب الحياة، أو يصيبها بالتشوه وبالضمور! في حصة الدرس حق هذي الأيام، أمس لا يبدو أكثر من يوم فات. وغداً ليس أكثر من يوم سيأتي! والمستقبل بأكمله ليس أكثر من فعل مُضارع زبطه (ركله) إلينا سيبويه ذات يوم مُفعم بالأمل، ثم مات؟! غاندي وبعده نهرو كمان لما ركزا على التعليم كانا يعرفان أن شعباً فقيراً تعداده قرابة المليار إلاَّ شوية سيموت مسحوقاً كما طبق فِلفل حار لو غدت البلاد بلا سياسة تعليمية تقود إلى الأمام. عديد بلدان عربية الآن يبدو التعليم فيها خبر كان، إذ هو أي التعليم لا يحفّز على التفكير قدر ما يحفّز على إفراغ حمولة الذهن في دفتر الإجابة و.. يادار ما دخلك شر؟! مناهج التعليم صارت تُطهى بلا عناية، وبلا تركيز لما ستكون عليه الحياة في الغد، بل على ما كانت عليه بالأمس! وبسبب من ذلك على أحدكم ألاَّ يستغرب الآن إذا غادر بلداً عربياً إلى أوروبا ووجد الناس هناك تنظر إليه بوصفه ابن أمس؟!