أفكر جدياً أن أقلع عن الكتابة، وأتحول إلى لا عب كرة قدم، على الأقل عندما يتعبك واحد من المراوغين وأنت تلاحقه من مكتب إلى آخر فإنك تستطيع في لحظة ما أن تزبطه وترتاح؟! أما وأنت تمارس الكتابة بصدق، فإنك تكسب خصومة النافذين، وحُب الغلابا من الناس أمثالك وهذا الأخير بحد ذاته كنز ثمين حتى ولو حاصرك المثل الشهير "عريان نبع فوق مخلوس؟!". متعة كرة القدم هي أنك حينما "تزبط" شخصاً أو تطرحه أرضاً تجد من يصفق لك بين المدرجات !! وإن حصلت على كرت أحمر أو طردت من الملعب فإنك ستظل في نظر الجماهير، بطلاً قومياً! ربما لا يختلف عن كثير من أبطال السياسة الذين زبطوا خصومهم وانفردوا لوحدهم بالحارس والمرمى.. والحكم ! أيضاً؟! بالمناسبة.. الانفراد علامة الجودة العربية ولا أحداً ينافسنا في ذلك؟! لكن "الزبط" وسيلة عصرية يشترك فها الجميع ، ورغم أن "سلفادور الليندي" الزعيم التشيلي الأشهر والأكثر وطنية كان يعرف ذلك جيداً، إلاَّ أنهُ بحماقة البدويين ظل محتفظا بأخلاقيات مهنته كطبيب قبل كل شيء (دخل عليه من شباك السياسة..) غير أن مثالية الليندي أعطت الخصوم فرصة لأن يزبطوه زبطة رجل واحدٍ ليخرج من بعدها -على غفلة- مغلوباً ومطروداً ليس من قصر "لاموندا" الرئاسي، بل من ملعب الحياة بأكملها؟! ولم يكن لخصوم الزعيم التشيلي آنذاك من مبرر لتوجيه تلك الزبطة القاتلة سوى منع الفقراء من أن يرفعوا رؤوسهم؟! ومش قلت لكم.. زبطة عن زبطة تفرق؟!.. من جانبٍ مختلف، فإن إخواننا المصريين مثلاً يفضلون الشاي "المزبوط" بينما نحن نفضل القهوة "المُر!".. ربما لأن حياتنا في الغالب "مُره" وتعكير مزاج مستمر؟! ربما لأن السكر طيب غااااالي.. علينا غالي؟! لكن المفارقة الحلوة كثير.. هي أن البعض مقتنع بأن الرزق يحب "الخفية!" والحركة.. فيما بعض عمال وعسكر البلدية مقتنعين أن الرزق يحب "الزبط" ولهذا تجدهم على الدوام يزبطون الباعة الجالسين على الأرصفة؟! والمشكلة أن كل واحد على الضعيف يعمل نفسه حضرة "الزابط؟!" وهات يازبط؟! حتى أن الغلابا هُنا تجدهم على الدوام ناقصين حنان.. وجشائب أيضاً؟! أعود لقناعتي السابقة.. وأعترف أنا المزبوط أعلاه.. بأنني لا أحتاج لعمود صحفي بل لعمود "صبه" كلما كتبت أزبط رأسي عليه وأنام؟! و"أهجع؟!".. لذا أشعر بجد أن الكرة هي الحل للهروب من ورطة الكتابة، خصوصاً وأن كلامي يبدو غير مرتب.. وحبل أفكاري مقطوع تماماً مثل التيار الكهربائي هذا المساء؟! وصرت أكتب كلاماً فارغاً يشبه خزانات المياه الفارغة في حارتنا القديمة؟! على كل حال.. أختار الكرة.. وأختار لكم من كتاب "جولة في قاعة التحرير" ل"ليونارد راي تيل" و"رون تيلور" هذه العبارة "القيمة الحقيقية للصحافة أنك بالقدر الذي تفيد به الناس، يزداد قدرك؟!" تذكروها جيداً.. لأنها لذيذة، ولا تجرح الصوم أو.. تخدش الوجه؟!