سأبوح لكم بسر خطير.. هاتوا آذانكم: في سنوات المراهقة أذكر أنني عشقت مربية الفصل. كانت تستلطفني كتلميذ شقي، وفي إحدى المرات مسحت على رأسي بحنان جم وقالت: "اجتهد أكثر ياحبيبي، أنا واثقة أنك بتتقدم". قصدها أتقدم في دروسي. وبحماس الرجل الشرقي رحت أحلف لها يمين مغلظ أنها "كلها سنتين وأتقدم!" قصدي أتقدم لها. ردّت عليّ: "لااااحبيبي، سنتين كثير. وتسارع قلبي الأخجف بالنبضات حينها! ليلتها طبعاً لم أنم. لم أتمكن من إقناعها بأن سنتين يادوب تكفي على بال الواحد ما يرتب حاله. كنت صغيراً في الإعدادية أيامها.. لكن الحاجة للعاطفة وللشعور بالأمان كانت تسبق عمري بسنوات ضوئية.. أو هكذا أعتقد. ولهذا كنت رغم غرامي البليد بالأستاذة أخاف من النوم في الظلام؟! ههههههه.. يعني بالصلاة على النبي كنت ولهان من حق ام الجن! سيبيع الدنيا كلها مقابل فقط أن تبقى لمبة الغرفة والعة للصباح! قبل أن تنفجر في طريقي جملة حُب انتحارية.. كانت حياتي تركة ثقيلة من الهزائم، ومخدة نوم تستقبلني كل مساء كمريض في قسم القلب؟! الله.. ما أروع أن تحب. الحُب كلمة مقدسة لا تقال في لحظة استرخاء، بل تنتزع من القلب انتزاعاً؟! الحب هو أن تشعر بقيمتك كإنسان. وأن تكره كل هذه الحواجز والحدود لو أن قلبك ينبض بحب وصدقٍ لإنسان يعيش ولو في آخر الكرة الأرضية؟! الحُب.. هو أن ترى كل الأشياء جميلة ولو كانت الدموع ملء عينيك؟! وقمة الحُب، أن أقلع الآن عن كتابة أي شيء يتعلق بالحُب. لأن هذا الأخير سلوك وإحساس نبيل، مُش مجرد كلمات وحروف تُرص في خطاب عربي سخيف، سيُقال في لحظة حماس