فتة تمر في ساعات الصباح الأولى في مقهى عتيق بخور مكسر مع أخي . طاولة يحوطها الغربان من كل جانب !، رطوبة كثيفة . ألملم لقمة الفتة بيد وأمسح رشح جبيني باليد الأخرى ! . تنساب تحتنا المياة المسلوقة من آثار تنظيف المقهى مع أرخبيل من فقاعات الصابون . كل شيء يدعو للبهجة والإنشراح على الأقل من وجهة نظر عاشق ولهان مثلي اشتاق لمنظر عُرِّي أعور يداعب قدمه بين اللقمة والأخرى او لصوت غراب ينتظر لقيمة عطف تسقط على سهوة من يد المواطن الضبحان !. خرّبط كل ذلك الشعور الرومانسي تصفحي لجريدة (أخبار اليوم) أثناء الأكل ! والتي صمم هيكلها ومانشتاتها بنفس طريقة تصميم صحيفة الأيام الشهيرة التي كانت تنشر كل خُبَّارة , صغيرة كانت أم كبيرة عن عدن ! . فيما لم أجد في صحيفة (أخبار اليوم) سطراً واحداً مكتوب عن هذه المدينة ، منبع القراء والمثقفين . كان مما كُتب في هذه الصحيفة التي عكننت علي نشوة الإحتفاء بطقوس الأكل في مقاهي عدن عبارة مكتوبة في مساحة الأقوال المأثورة بعنوان (ماهو الحب) ؟. تقول: ليس الحب مرضاً كي يفهمه الناس غلط،،، الحب هو أن تكره الفسق والحرام !!! . قرأت بعدها سريعاً قبل أن أطوي الصحيفة للأبد مقالاً بعنوان (من الفوائد العلمية للحجاب) !! . أدركت أن من يبيع للناس كلام عن التدين السياسي والفوائد العلمية للتقوى الظاهرية ! ، من الصعب أن تستهوي قلبه عدن ولو بذكرها في سطر في جريدة أُعدَّت لكي تدخل الناس للجنة !! .