{.. تهتم وزارة الداخلية منذ أشهر عدة بتتبع المسلحين وضبط الأسلحة ومصادرتها، وما بين فترة وأخرى نقرأ عن آخر التفاصيل التي تشرح الجهود الأمنية المبذولة في ذلك الشأن، وكم هي الأسلحة التي تم ضبطها في عموم محافظات الجمهورية.. {.. غير ذلك أننا يومياً نعايش كماً كبيراً من الأسئلة التي تأتي على لسان أشاوس الأمن الذين يتمنطقون بالسلاح في شوارع وجولات عدة داخل العاصمة صنعاء وفي محافظات أخرى، وخلاصة تلك الأسئلة تقول: “معك سلاح، لو سمحت سلاحك، افتح الشنطة، ارفع الجاكت”. {.. وبعض الأشاوس ممن يستقصدون الاستفزاز أو ممن لا يجدون من يوجههم ويعلّمهم ويلقّنهم التعامل الصحيح يترك بعض سيارات تمر مرور الكرام بأصحابها المدججين بالأسلحة ولا يجد ضالته إلا في مواطن بسيط أو شخص مهندم يرتدي بدلة وكرفتة، فإذا به يتعامل معه بطريقة مستفزة ويأمره بمغادرة السيارة ثم يطل برأسة داخل السيارة ولا يفتش أي مكان؛ فقط يتعمد الاستفزاز وإخراج السائق من سيارته، ثم يقول له: امشِ!!. {.. بالطبع أنا لا أمانع تلك الإجراءات الأمنية، على العكس أجدها مطلوبة، وأؤكد أن لها فائدة كبيرة، وما تم ضبطه من سلاح خير دليل. {.. ولكن المطلوب من جندي الأمن المركزي، ورجل النجدة، وعسكري الشرطة العسكرية، هو التعامل الحسن، والكلمة الطيبة، والأسلوب الأمثل، والابتعاد عن «الهنجمة» أو استقصاد الأذى بتلك الطريقة المعروفة عند بعض ممن يرتدون الزي العسكري. {.. ما أؤكده - أيضاً - هو أن هذه الإجراءات كان لها الأثر الطيب في اختفاء المظاهر المسلحة في الغالب، وفي انخفاض معدل جريمة القتل مما يعني أنها أثمرت. {.. ومن باب الاستشهاد بالمثل أتساءل: لماذا لم تهتم وزارة الداخلية وأجهزتها المختلفة في متابعة وملاحقة وضبط “السرق” بنفس الجهد والحرص الذي لمسناه في خطواتها مع ملاحقة وضبط “الأسلحة”؟!. {..لا أظن أن الوزارة ولا أجهزتها لا تعلم بأن غالبية المواطنين قد تعرضوا للسرقة بعد أن تفشت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة بشكل مخيف، وأصبح الواحد منا يغادر منزله وهو يتوقع أن يتعرض للسرقة في أي وقت، وربما يُجبر على أن يسرق بالقوة - عيني عينك - وليس مستبعداً على أن يهاجمه السرق وهو على سيارته أو داخل منزله، وإذا ما اعترض أو قاوم فقد يكون القتل من نصيبه!. {.. أستغرب جداً لماذا تتجاهل وزارة الداخلية وأجهزتها وكذلك النيابات والمحاكم خطورة تفشي هذه الظاهرة، ولماذا لا نلمس الضبط الحازم والتحقيق الصارم والعقوبة الرادعة؟!. {.. القصص كثيرة، والحوادث لا تعد، وكل يوم نسمع المزيد منها، وقد لا تتصورون أن يقتحم السرق في وضح النهار الحرم الجامعي المحاط ببوابتين ورجال أمن ويسرقون سيارة الزميل العزيز عبدالله حزام من أمام مبنى إدارة الجامعة ويختفون كفص ملح ذاب وتعجز أجهزة الأمن حتى اليوم عن ضبطهم!!. {.. ما أتمناه هو أن يتفاعل الأخ الوزير، ويدعو مسؤولي الأجهزة الأمنية، وبتنسيق مع النيابة العامة والقضاء لإقامة ندوة تناقش هذه الظاهرة الخطيرة، واتخاذ الاجراءات الحازمة دون أي تهاون، وأن يكون التعامل معها بنفس الحرص والتفاعل والجدية التي نلمسها مع قضية “السلاح” وأن يتم النظر في أسبابها!!. {.. ويا خوفي.. إذا ما غاب الأمن .. والأمااااااان!!.