في كثير من الأحيان لا يتوقف التعامل الأمني في نقاط التفتيش بين المدن أو في حملات التفتيش عن الأسلحة داخل المدن عند السؤال: معك سلاح؟!. البعض إذا لم أقل الأغلب من الجنود أو من رجال الأمن لايكتفون بهذا السؤال وإجابته .. ولا يعتمدون على الذكاء الأمني أو ما اكتسبوه من خبرة في التعامل فنجدهم يبادرون للاستفزاز بأساليب فجة لا يستخدمونها مع المخالفين بقدر ما يفرطون في استخدامها مع الملتزمين والمنضبطين!. صحيح نحن بحاجة لمحاصرة ظاهرة السلاح المزعجة والقضاء على المظاهر المسلحة وخاصة داخل المدن الرئيسية .. ولكن ذلك له طرق معروفة .. ولم يكن (الاستفزاز) حلاً أو طريقة لمنع حمل السلاح. إن ما يحدث من قبل البعض بحجة البحث عن السلاح يتجاوز المعقول حين يصل الحال إلى العبث بالاحترام الذي يفترض أن يكون موجوداً بين رجل الأمن والمواطن .. ولايعني أن جندياً متذمراً من أحد المسؤولين عليه أو من (كاتب المعاشات) الذي لم يمنحه سلفة أن يصب كل غضبه على المواطن وأن يحاول بأية وسيلة اختلاق المشاكل. في العاصمة صنعاء يتكاثر المدججون بالسلاح وخاصة الذين يستقلون سيارات (الصالون والحبة والهايلوكس ) وغالباً وحسب ما تشهد به أعيننا التي سيأكلها الدود لا نلاحظ من يعترضهم ولا من يوقفهم !. وأتذكر كم مرة شاهدت مثل تلك السيارات تمر مرور الكرام أثناء حملات تفتيشية في الشوارع والجولات بالعاصمة ،فيما يتعرض من لا حول لهم ولا قوة لمواقف صعبة لاتخرج عن عنوان الفيلم المصري (معلش إحنا بنتبهدل) !. في إحدى المرات رأيت أحد المغتربين اليمنيين بمفرده على سيارة «كاميري» حديثة بلوحة خارجية يتعرض لما هو أشبه بالإهانة في حضرة جندي من الأمن المركزي لمجرد أنه بإحساس راقٍ قال: نحن ضد ثقافة السلاح.. ويا ليت أن الجندي فتش السيارة؛ ولكنه (فقط) استقصد الاستفزاز وإنزال السائق من السيارة وتفتيشه وهو بثوب ليس عليه حزام وأبقاه لأكثر من خمس دقائق بعد أن طلب منه أوراق دخول السيارة، ثم قال له بكل برود : خلاص امشِ .. ومرة ثانية لا (تتفلسفش)!!. وما لم أتوقعه أن تنتقل العدوى الاستفزازية إلى نقطة التفتيش بمدخل محافظة عدن وألا يراعي (المفتشون) وجود عوائل وأطفال صغار على سيارة لاتحمل أي مؤشر بأنها مخزن أسلحة، ولايؤكد مظهر مالكها (المهندم) أنه من هواة التمنطق بالسلاح؛ في الوقت الذي يغض فيه الطرف أمام المشايخ ومرافقيهم!!. ولست مصدقاً مايقوله البعض بأن هناك توجيهات للعسكر ورجال الأمن لاستقصاد الاستفزاز .. وحتى الآن لم أجد مبرراً واحداً لذلك إذا كان صحيحاً. ولا أخالف أحداً بضرورة الحزم والقضاء على ظاهرة (السلاح) ونحن معشر الصحافيين كم نتمنى أن نرى يمننا بلا سلاح .. لكن الأمر كما يبدو في الغالب مجرد بحث عن تطبيق نظام على الغلابة ممن لا يتمنطقون بالسلاح .. وتجاهل أو (دعممة) مع من يأتون إلى المدن محملين بالأسلحة وكثير منهم يستقصد الأخذ بثأره داخل العاصمة كما حدث ذات مرة في جانب وزارة العدل وعند محكمة بني الحارث، ومرات كثيرة في شارع وزارة الداخلية !!. وحتى يعلم الجميع أؤكد أن من يذهب إلى أية دولة شقيقة أو صديقة لا يشاهد إطلاقاً رجال أمن مسلحين في الشوارع .. أما عندنا فكنا نعاني من وجود مظاهر مسلحة كثيرة في أوساط المواطنين .. فأصبحنا نعاني الآن من وجود المسلحين في اتجاهين رسمي وشعبي؛ وكأننا في حالة استنفار أو طوارئ .. فهل يفهم المعنيون كيف يتصرفون؟!. [email protected]