أكثر المسلمين يعتقدون إن الوسواس الخناس هو إن الشيطان يأتي يوسوس في إذنك ويقوم بالهمس في أذنك أو يأتي شخص ما ليهمس بأذنك ما يغضب منه الله . نعم هذه الظاهرة هي واحدة من أعمال الوسواس الخناس من الجنة والناس لكن العمل الأكبر للوسواس الخناس والذي يمر على معظم المسلمين هو المتمثل بمعظم وسائل التواصل الاجتماعي مثلا تترك خطاب أعلام الهدى وتذهب للاستماع لأي شي من أي قناة أومن أي موقع وتقنع نفسك إن ما تقوم به هو الصحيح . الوسواس يأتيك وأنت تلاحظ ما حصل في غزة ثم تستمع للمذيع وهو يوسوس لعقلك أن السبب فيما حصل هم حركة حماس أو الجهاد أو غيرهم من فصائل المقاومة أو تمر على الأحداث مرور النيام . الوسواس عندما تسمع الداعي يقول لك قاطع البضائع الداعمة للعدو وأنت تقول في نفسك هذا ما قدر يصنع ابره يأتي ويقول لك قاطع أو تأتي بألف مبرر لعدم المقاطعة وهذه أمثلة فقط . نرجع إلى القرآن لنعرف ماذا يريد الله قال تعالى ( قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ) الله في هذه الآية يطلب منك البراءة من الوسواس الخناس يطلب منك الوقوف ضد الوسواس مقاطعة الوسواس، يطلب منك تثقيف نفسك لتكن ممن يمتلك الوعي والبصيرة للوقوف ضد الوسواس ولم يطلب الله منك أن تكون عارف لمعنى الوسواس الخناس ( الكلمة معناها ) الله يطلب منك أن تطلب المعاونة منه لتقف في وجه الوسواس الخناس بقوله ( قل أعوذ برب الناس ) هل أكثر المسلمين مع أو ضد الوسواس الخناس بالحقيقة ستجدهم مع الوسواس الخناس بعلم أو بغير علم نتيجة للغفلة نتيجة لترك القرآن والعمل به والاهتمام فقط في حفظه ومعرفة معاني كلماته وهذا مطلوب ولكن الكمال في العمل به نتيجة للشحن والتعصب بكل أشكاله حيال الثقل الأخر للقرآن لذا تراهم يرون صاحب الموقف الحق لكنهم يخترعون مليار حجة لشيطنته والوقوف ضده إطاعة للوسواس الخناس . وهذا مصداق لقوله تعالى ( وأكثرهم للحق كارهون ) وعلى كل مسلم أن يكون ممن يحب الحق كون هذه الآية تشرح الموقف وليست في مقام القضاء والقدر حتى يقول متبع الوسواس الخناس انه قضاء الله وقدره علينا أن نقول لك أنت من يصنع نجاة نفسه ومن يهلكها ( وما ربك بظلام للعبيد )..