“قل أعوذ برب الناس- ملك الناس- إله الناس- من شر الوسواس الخناس- الذي يوسوس في صدور الناس- من الجنة والناس”. في هذه السورة الكريمة يوصي الله سبحانه وتعالى رسوله والمسلمين بالاستجارة والاحتماء به فهو مالك الناس ومعبودهم من شر الوسواس الخناس أي من شر أولئك الذين يوسوسون للناس أي يحضونهم ويدفعونهم إلى الضلال والخناس هو الخفية وبالسر، من الجنة والناس أياً كان الموسوس من الجن “الشياطين” أو من الإنس الآدميين ممن يتولاهم الشيطان ويستخدمهم لتنفيذ مهمته في الإغواء والتضليل. “فالشيطان” قد توعّد أن يَقصَر عمَلَهُ على إغواء وتضليل الناس، وإشعال الشرور والفتن بينهم من خلال معرفة أفكارهم وأهوائهم وأطماعهم وأمنياتهم وأحلامهم الدنيوية الضالة والمنحرفة فيزينها لهم ويدعوهم خفية وبتوارٍ إلى نشرها وبثها, فمن قبلها وعمل بها كان بها, ومن أعرض عنها ورفضها فهو عدو يجب محاربته، واستئصاله واجتثاثه هو وفكره، ومعتقده وممارسة الإرهاب الفكري والحياتي ضده وأتباعه لتندلع الحروب والفتن والجرائم والتخريب بين البشرية. القس “جونز” في الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يعرف القرآن ولم يقرأه، فمن زيّن له إحراق المصحف الشريف .. كتاب لم يطلع عليه أو حتى عرفه.. لاشك أنه الشيطان لإشعال الفتنة بين المسيحيين والمسلمين في العالم.. “سليمان رشدي” الذي تعرض لرسول الله بالإساءة في كتابه “آيات شيطانية” ألم يزين له الشيطان هواه وأفكاره الشيطانية فأخرجها في كتاب أثار حفيظة المسلمين ضد بريطانيا التي حمته تحت مبرر الحفاظ على الديمقراطية .. أيضاً رسامو الكاريكاتور في عدد من دول أوروبا زين لهم الشيطان أفكارهم الشيطانية ليسيئوا لرسول الله في رسوماتهم وإثارة الفتنة وبذر العداوة بين المسلمين والمسيحيين أصحاب الأفكار الطائفية والمذهبية والمناطقية والسلالية والانعزاليين والانفصاليين من الذي يزين لهم أفكارهم ويحضهم على العنف والحرب .. من غير الشيطان “إبليس” المطرود من رحمة الله بسبب عدم سجوده لآدم .. فتوعّد أمام الله أن ينتقم من آدم وبنيه بالإغواء والضلال وهذا ماهو معلوم في كل الديانات لكن الناس لم يحذروه ويتحاشوه لأن أهواءهم ومصالحهم الشيطانية تغلب عليهم فيتبعونه ليحققوا وعده ووعيده.