جميعنا يهتم بالمرأة ويحتفظ لها بفضل كبير في كثير من الاتجاهات فهي الأم.. والأخت.. والزوجة، ودونها لا تستقيم الحياة ولا يصبح لها معنى ولا طعم ولارائحة.. والمرأة بطبيعة وجودها في الحياة وأهمية دورها وعظمة ما تتحمله من مسئوليات تظل صاحبة مقام كبير في قلوبنا وحياتنا، ومهما فعلنا لا نستطيع أن نفيها حقها، وأخص بالذكر المرأة «الأم» التي نعجز عن رد ولو بعض مما قدمته لنا ، فهي المدرسة والمربية الفاضلة والقلب الحنون والصدر الواسع والإحساس الصادق والشعور التلقائي، ويكفي أن الجنة وضعت تحت أقدامها، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بها ثلاث مرات وأوصى بالأب مرة واحدة. إذاً عند المرأة نتفق جميعاً ولا يمكن أن نختلف ، وجانب حقوقها الذي يظهر ما بين فترة وأخرى هنا وهناك أمر مهم لكنه لا يحتاج لأن يتحول إلى مسرح للظهور على حساب هذه المرأة العظيمة. ما أثارني هو أن البعض من الرجال أو النساء من المتابعين أو المراقبين لشأن المرأة أو من الناشطين والناشطات في إطار منظمات المجتمع المدني حولوا قضية حقوق المرأة إلى ساحة للتباري بمزيد من البهارات التي تفسد الطبخة وتحمّل المرأة مالا تستطيع حمله، ويذهب بعض منهم إلى حد المزايدة بإنكار ماهو حاصل من اهتمام بالمرأة وحقوقها وخلق أجواء عدائية وملغومة بين الرجل والمرأة. وللأسف يحدث ذلك دون أي قراءة واقعية وصادقة لما هو موجود أو لما يتم باتجاه أن يكون للمرأة كامل حقوقها وبما يزيد من احترامها وتقديرها ويحفظ لها صورتها الرائعة والعظيمة. هناك من لا يكتفي بالمزايدة ويرى أنه قادر على الشطح والنطح باسم حقوق المرأة على اعتبار أنه حامي حماها!. يذهبون إلى أبعد ما قد يتصوره العقل ، وقد يظهر من يطالب أن تكون العصمة بيد المرأة أو أن تكون زوجة وأماً وسائقة تاكسي أو لاعبة كرة قدم أمام آلاف المتفرجين!! وربما يطالب أحدهم بمساواة المرأة بالرجل في الميراث، وفي نفس الوقت لم نر ولم نلمس أي جهد أو محاولة لإقامة ندوات توعوية أو تثقيفية في كثير من القرى وأيضاً المدن يعرف من خلالها الرجل بأن حرمان المرأة من ميراثها حرام حرام حرام!!. ولو بحثنا أو أجرينا استبياناً على بعض أولئك الذين يزايدون ويشطحون وينطحون بحقوق المرأة وكيف يتعاملون مع أمهاتهم وزوجاتهم وأرحامهم لوجدنا كثيراً من المفاجآت، وصعقنا بعدد من الحكايات!. البعض يتخلى عن والدته نكراناً أو إرضاءً لزوجته، وبعض آخر يهمل زوجته ولا يمنحها حتى إبداء الرأي، وبعض لا يصل رحمه وتمر سنوات دن أن يرى أو يسأل عن أمه أو أخته أو خالته أو عمته.. وهكذا. هل أنتم في حاجة لمعرفة المزيد مما يحرق القلب ويسبب الجلطات؟! لدى الكثير، لكني هنا أريد أن أكشف المزايدة عند بعض ممن ينتهكون حقوق المرأة في الخفاء وفي الظاهر ليس هناك بعدهم ولا مثلهم ولا أفضل منهم.. فاحذروهم!!.