ما إن ينقضي العام الدراسي وتبدأ الإجازة الصيفية حتى تبدأ حبال المسئولية داخل البيوت تتداخل وينصرف الطلاب إلى السهر والإكثار من التنزه والتسوق والترفيه والبعض الآخر ينصرفون للمراكز الصيفية وحلقات التحفيظ للقرآن الكريم.. كل هؤلاء ينتظرون الإجازة.. والإجازة تنتظرهم .. توفر لهم النشاط الصيفي الثقافي والرياضي والحرفي تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات والمديريات. وتتنوع مساهمات الطلاب والشباب وإرهاصاتهم في تحويل هذه الإجازة إلى ثورة عمل ونشاط وإنتاج حيث تنضوي مجموعات من الشباب والطلاب في مجموعاتهم وفرقهم لتقديم نشاط يذكر والخروج بنتائج إيجابية وحصيلة وافرة. إن الإجازة الصيفية مواسم حرجة قد تؤدي إلى انحرافات خطيرة لبعض الشباب والطلاب وتجعل بعض الشباب سلبياً مهزوماً في هذه الفترة الممتدة حتى قرب العام الدراسي الجديد، ونتيجة لأوقات الفراغ اليومية يشعر الشباب والطلاب بالسأم والملل والإحباط إذا لم يكن هناك نشاط صيفي ومراكز صيفية تشغل أوقاتهم وتتحمل ذلك وزارتا الشباب ، والتربية والتعليم لوضع اللمسات المنظمة لنشاط ثقافي ورياضي واقتصادي حتى لا تستغل المقاهي بجذب الشباب عبر عدة طرق منها عرض البرامج التي تبثها القنوات الفضائية بسمومها الفكرية المنحرفة ويقضي الشباب والطلاب أوقاتهم في التسكع في الطرقات والتجوال في المحلات التجارية والأسواق في غياب تام للرقابة الأسرية . فشباب على هذه الوتيرة المملة والبرنامج اليومي في فضاءات الفراغ في ممارسة كهذه لاننتظر منه العطاء والعمل والمساهمة في خطط التنمية وخدمة وطنه والمجتمع مع أننا ندرك أن الشباب ثروة المجتمع ويمثلون الفئة الأكثر عددية وهذا مايجعل اهتمام الدولة بالشباب من الأولويات في تغطية أوقات فراغه والإجازات وربطه بالأسرة والمدرسة وإشباع هوايات الشباب والطلاب الثقافية والرياضية عبر المسابقات الثقافية والرياضية والمكتبات المدرسية والدورات التدريبية في مجالات الحاسوب والانترنت والندوات الثقافية. إن الشباب إذا لم يتم تعهدهم ولم توضع لهم الدراسات والحلول لتنظيم أوقات فراغهم وإجازاتهم الصيفية فإن العواقب جد خطيرة وتبعات النتائج تسقط على الأسرة وعلى الشباب والطلاب بل هي مسؤولية المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والمجتمع بمؤسساته المختلفة ولابد من تكاتف الجهود ودراسة المشكلة من جذورها وتجنيب الشباب ظاهرة الموضات الهابطة ذات الصبغة الغربية والعمل على تقويم سلوكيات الشباب والطلاب وتصرفاتهم والابتعاد عن اصدقاء السوء وسموم الانحراف الخلقي والفكري،فالمجتمعات التي لاتستثمر طاقات وقدرات وإبداعات شبابها إنما هي في الواقع مجتمعات تنتحر ببطء.. فهل ندرك ذلك؟!