الحر في مناخنا الصحراوي يمتد إلى ثلاثة أرباع السنة ، نظراً لشدة الحرارة وطول المدة حتى أصبح العام عندنا فصلين هما الصيف والشتاء، ولكن فصل الصيف هو الأطول وهو المسكون بالكثير من المهرجانات السياحية كما هو في حضرموت مهرجان البلدة وفي إب مهرجان إب السياحي. لهذا قامت اغلب الدول بوضع إجازات الطلاب والمدارس في هذه الأشهر لتوهج الحرارة وشدة الاعياء حتى ارتبط اسم هذه الاجازة بالصيف فسميت العطلة الصيفية بل إن من لاتشملهم هذه الاجازة كالموظفين والعسكريين والاطباء وغيرهم يحرمون من التمتع بإجازاتهم في هذا الوقت بالذات لارتباطهم بباقي افراد الأسرة من بنين وبنات ولكي يتم الاستفادة منها في التنزه البري. ولكن تكمن المأساة أن الشباب في مجتمعاتنا العربية وربما مجتمعنا اليمني يعتبرون الصيف بالنسبة لهم سهراً بالليل ونوماً بالنهار وقتلاً للوقت فيما يفيد وما لايفيد بينما البعض منهم يضاعف الجهد والاجتهاد في الصيف مع اقتراب الاجازة الصيفية وبدء العام الدراسي.. ويسعى طلاب الجامعات والمدارس الثانوية البحث عن أعمال صيفية مفيدة تدر عليهم باموال تعود عليهم بالنفع على أسرهم وعليهم في التحضير للعام الدراسي وشراء مستلزمات المدارس من كتب ومذكرات وكراسات. أما الذين تخرجوا وأنهوا دراستهم فهم يلجأون إلى المراكز والمؤسسات الحكومية والأهلية لاكتساب الخبرات والمهارات العملية في مجال تخصصاتهم والذين لم ينهوا دراستهم فيضربون عصفورين بحجر واحد ويحققون مكسباً مادياً لهم ويستكملون منتزه التدريب المهني والدراسة الخاصة كي يصبحوا مؤهلين للانخراط في سوق العمل وعند بدء الدراسة يواصلون دراساتهم.. وتشير الاحصائيات إلى أن طلاب المدارس اثناء الإجازة الصيفية واندماجهم في سوق العمل يغطي العمل الصيفي 30% من مرافق العمل والانتاج العامة والخاصة بسبب الإجازة الصيفية. ومن المفارقات العجيبة أن النزر اليسير من الطلاب هم الذين يفقدون الفائدة من الإجازة الصيفية فلا يمارسون أي عمل مفيد أو المشاركة في الاعمال الطوعية والأنشطة الصيفية التي تقيمها المدارس والمراكز الثقافية ومكاتب التربية والتعليم بل يصرفون أيام الاجازة في اللهو والرحلات السياحية ومظاهر الترف ومشاهدة التلفاز والقنوات الفضائية وبرامجها الهابطة وركوب الدراجات وتعمد متابعة برامج هذه القنوات الغربية والأجنبية التي هدفها نشر الأفكار والثقافة الغربية بهدف صرف الشباب والطلاب عن مهماتهم الأساسية إضافة إلى السهر الطويل على الارصفة ومعاكسة الفتيات والنساء عبر الهواتف النقالة المحولة في ظل غياب اهتمام الآباء والإدارات المدرسية ، وهي مهمة يجب أن تضطلع بها دائرة الشباب والرياضة والتربية والتعليم والمعلمون وتهيئة الاجواء والظروف الملائمة لنشاط صيفي والخروج بنتائج طيبة تعود بالمنفعة على الشباب كالزيارات للمؤسسات الثقافية والإعلامية والاقتصادية والمكتبات الثقافية المهمة ومعارض الكتاب المقامة احياناً في الإجازات الصيفية اضافة إلى النشاط اللاصفي والرياضي والثقافي وهذا مايؤهل الشباب ويرفع مقدراتهم الفكرية والثقافية ومساهمتهم في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهي فرصة متاحة أمام المدارس لجر الطلاب الشباب إلى العمل الطوعي في المدارس للتحضير والاعداد للعام الدراسي وترميم الكراسي والأدوات الخشبية وتنظيف المدارس وتجليد الكتب الدراسية وهذا مايخلق في الطلاب والطالبات حب الدراسة والالتزام للعمل الدراسي وتحقيق مستوى دراسي طيب.