بينما أنا جالس أطالع بعض الصحف المحلية بعيداً عن الأبناء والبنات الغارقين في هم المذاكرة والاختبارات النهائية للتعليم الأساسي والثانوي أحسست بأنني أنتزع نفسي من خضم الهم الذي تعيشه الأسر وهم يتطلعون إلى نشاط آخر بعد أيام الشدة والضيق التي تعيشها الأسر. وهنا تذكرت الإجازة الصيفية وما تحمله كل عام من فرح وفرج، وما وعدت به المدارس ودور التربية والتعليم والجمعيات من برامج متنوعة في إطار المراكز الصيفية والرحلات الاستطلاعية السياحية إلى أهم المواقع الاقتصادية والسياحية والثقافية، إضافة إلى المناشط الفنية والمسرحية والرياضية التي تسهم في الارتقاء بذهنية الطلاب والتلاميذ، حيث إن وجود المكتبات الثقافية والمجلات الحائطية تمثل العامل المساعد في زيادة الذخيرة المعلوماتية بمختلف الأحداث السياسية المحلية والعربية والمحلية. وبلادنا تحرص كل عام على أن تشكل المراكز الصيفية الهاجس العام أثناء الإجازة الصيفية الطويلة لتقديم الجيد والمفيد في النشاطات المتنوعة، بعيداً عن الغث والعقيم وما يحقق مآرب شخصية ومكاسب تجارية أو تلبية أهواء ورغبات ذاتية متأثرة بأفكار لا تمت بصلة للثقافة العربية والإسلامية وقيم ومبادئ الدين الإسلامي.. وأفرزت السنوات الماضية إنتاجات مشجعة حققتها المراكز الصيفية على مستوى المحافظات والمدن اليمنية عبر الاستغلال العقلاني لهذه الإجازة في النافع المفيد، من خلال الندوات الفكرية والمحاضرات التربوية وحصص التقوية للعلوم الدراسية وفي وسائل الترفيه والتسلية البريئة مع الحفاظ على الآداب العامة والسلوك وما يعبر عن تقاليدنا اليمنية العريقة، إضافة إلى ما يمكن به المشاركون في هذه المراكز الصيفية من أعمال مختلفة اقتصادية في ترميم المدارس وتجليد الكتب وإقامة المعارض العلمية والمسابقات الثقافية والمباريات الرياضية، وما يسهم به المعلمون والتربويون من برامج تربوية تخدم الجانب التربوي من تقديم الإرشادات والتوجيهات الهامة التي تساعد وتنمي معارفهم، وزيادة المستوى في التحصيل العلمي وإبعاد الطلاب عن المظاهر السيئة والسلوك الشاذ والحفاظ على القيم الإنسانية النبيلة. الإجازة مهمة ليس للطلاب والتلاميذ والطالبات حيث تضمهم المراكز الصيفية، فهي مهمة لوزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات للاستعداد والتحضير الجيد للعام الدراسي القادم من خلال ترميم المبنى المدرسي وبناء المدارس الآيلة للسقوط وتوفير الكتاب والأثاث المدرسي والمعلم المؤهل والإسراع في وضع تنقلات المعلمين والمعلمات واختيار الإدارات المدرسية الكفوءة الماهرة وتوفير الأجواء الصحية وتغطية النقص الموسمي في المناطق الريفية البعيدة، وبالذات المعلمين والمبنى المدرسي، إضافة إلىأان تهتم الوزارة ومكاتبها بجانب التوجيه الفني لرفع قدرات المعلمين وتعاملهم بجدية مع كراسات التحضير والمواد الدراسية والقيام بتنفيذ الدورات التأهيلية للمعلمين.