مما لاجدال فيه أن مستقبل كل شعب من الشعوب وحاضره يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعقلية وتفكير المثقفين وأن الدور المنوط بالمثقفين من أبنائنا وشبابنا وتفكيرهم يرتبط أيضاً ارتباطاً قوياً بالدور المنوط بالمعلمين والمعلمات الذين يتولون رعاية هذه العقلية والمضي بها إلى أطوارها المختلفة حتى بلوغ درجة النهوض الفكري والثقافي والتعليمي لأداء دورهم في خدمة الجماهير والطلاب والشباب وقيادتها. ومن البديهي والمسلّم به أن حياة الشعوب في حاضرها ومستقبلها تتوقف على المعلم الذي يعطيها العقل التي تفكر به والمبادىء التي تعيش لها والقيادات التي تسير خلفها وهذا يتطلب بصورة جدية وعملية قدرة كفاءة المعلمين والمعلمات للدور المطلوب القيام به لتحقيق المستوى الدراسي وإسهام الشباب في معركة البناء والتنمية وجعل المعلم النواة الأولى لكافة المهام والحجر الأساسي لكل بناء وتطوير والجذوة التي لابد منها لإعطاء الحياة مقوماتها اللازمة لها من الضوء والحركة والحرارة والثقافة الجديدة والتعليم المثمر. وإدراكاً منا لهذه الحقائق والرؤى لابد من نبذ سياسة الارتجال والعشوائية في الإعداد والتأهيل للمعلمين والمعلمات وأن نضع مخططاً تعليمياً للتأهيل التعليمي في كل المراحل الدراسية الأساسية والثانوية والجامعية الرسمية والتعليم الأهلي على الأخذ بآراء الاختصاصيين التربويين بهدف إنجاح المهمة أثناء الإجازات الطويلة والأنشطة الصيفية حتى نضع أقدامنا على أولى درجات السلم. نحن في حاجة إلى الاختيار التربوي الدقيق للمعلم الذي تقوم علاقته بالتلاميذ والطلاب على أسس المحبة والعطف والرعاية الأبوية الصادقة لا على أساس العنف والإرهاب والقوانين التعسفية والكراهية المتبادلة واختيار المعلم الذي يعتبر نفسه جندياً في معركة سلاحها العلم والإيمان والمحبة والتضحية لا حاكماً متسلطاً على تلاميذه يعاملهم بالقسوة والطرد والزجر ويضمر لهم الحقد والانتقام، بل المعلم الذي يغرس في نفوس ووجدان وعقول تلاميذه وطلابه حب النظام والطاعة واحترام واجبات ونظم المدرسة وتوجيهات الإدارات المدرسية والمشاركة في الأنشطة المختلفة والتحلي بالدقة في عمله والسلوك المثالي وفوق هذا الاهتمام بالدراسة والمشاركة الفعلية في النشاط اللاصفي. وخلاصة لما قلناه آنفاً نرى أن التأهيل التربوي والعلمي للمعلمين والمعلمات أمر مهم في تطوير قدراتهم العملية واستيعابهم للمهمات التربوية والمناهج والمقررات وعكسها في حجرات الدراسة لتعطي الثمار اليانعة مع نهاية العام الدراسي وهي مرحلة مهمة لابد منها تتحملها دائرة التأهيل والإعداد في وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات والمديريات بتخطيط دقيق بعيداً عن الارتجال بهدف إسهام المعلمين والمعلمات بفاعلية في إنجاز المهمات التعليمية وتحسين الأداء المدرسي اليومي وتحضير الدروس بعناية والتعامل بشفافية مع توجيهات وزارة التربية والتعليم والتقديم المدرسي والإدارات المدرسية ومجالس الآباء والأمهات.