للمعلم رسالة تربوية سامية ويعد نموذجاً للمواطن المثقف الملم بكل ماينبغي الإلمام به من متطلبات الحياة الحديثة، ويتحمل المعلم مهمة غاية في الأهمية الوطنية والتاريخية والسياسية ويدرك تمام الإدراك للتيارات المختلفة مستوعباً لكل قضايا التربية والتعليم والارتقاء بأساليب وطرق إيصال المادة الدراسية إلى أذهان وعقول الطلاب بكل يسر وسهولة.ومن العار على المعلم أن يكون أقل مستوى لماهو منوط به في مجال التربية والتعليم وتعد ظاهرة القراءة والاطلاع على كل جديد في منظومة الثقافة والتربية والتعليم المصدر الرئيسي الوحيد الذي يحول ذهنية المعلم إلى ذهنية متقدة والمعلم والمعلمة وكل العاملين في هذا الحقل التربوي أحوج إلى القراءة والاطلاع الدائم والمتواصل أكثر من أي وقت مضى بيد أن الثقافة المحدودة لاتلبي طموحات المعلمين والمعلمات ولاتساعدهم على تقديم العطاء التربوي الناجح للطلاب والطالبات عوضاً عن الاعتماد الكلي وربما اليومي على مقررات المناهج الدراسية الاسطوانية التي يتم تقديمها للطلاب في صور معلبة وبطريقة حرفية آلية جافة لايبذل أي مجهود لتسخير الثقافة العامة ما يوسع فكر الأبناء والبنات والمعلمين أنفسهم لأن يجعلوا من المعلومات العامة والدراسية زاداً لأفكارهم وغذاء لأرواحهم ونوراً لبصائرهم ومتعة لنفوسهم. من المعلوم أن بعض المعلمين والمعلمات بلغت بهم الانعزالية الثقافية والعزوف عن الحياة الفكرية العامة إلى حد لايفكرون فيه ولايجدون رغبة في قراءة صحيفة أو مجلة أو مطالعة كتاب أو الاستماع إلى ندوة فكرية أو ثقافية أو حلقة نقاش تدور حول الهاجس التربوي أو الاستماع إلى محاضرة علمية أو حديث أدبي أو اجتماعي من إحدى القنوات الفضائية العربية أو الأجنبية الجادة بل ولاحتى نشرة إخبارية وهذا لو صح يكون عبارة عن معضلة خطيرة تتطلب العلاج الناجح والعاجل فما التدني الملحوظ في مستويات بعض المعلمين والمعلمات حتى في أبسط المعلومات العامة إلا انعكاس سلبي للتدني الملحوظ في مستويات طلابنا وطالباتنا وعدم الاستماع بانضباط الطلاب والطالبات للطابور الصباحي وبدء اليوم المدرسي والانصات للمادة الاعلامية من الاذاعة المدرسية التي يجب أن تعد باهتمام وبشكل بسيط ومركز وفقاً لأذهان الطلاب وفي هذا الاطار نحن لانقلل من أهمية الثقافة المدرسية التي يتلقاها الطلاب والطالبات وفق برامج ومناهج معينة لكن هذه الثقافة مهما كان نوعها واتساع مداها يجب أن تحدث تغييراً ولو بسيطاً في قدرات الطالب الثقافية والفكرية وتتضمن ارهاصات أولية لإبداعات ثقافية وفكرية ودراسة أعمق وثقافة أوسع مكانها الطبيعي جو القراءة الحر الطليق لامقاعد الفصل في المدرسة بل تمتد إلى المكتبات المدرسية والعامة ومراكز بيع الصحف والمجلات ومعارض الكتاب السنوية. على ضوء هذه الحقائق لابد من وجود علاقة تربوية نزيهة وصادقة بين المعلمين والطلاب في جو دراسي هادئ ومستقر يسهم في تطوير أداء المعلمين لواجبهم المدرسي ويمكن الطلاب من تحقيق نجاحات في مستوى التحصيل الدراسي الفصلي والنهائي. نحن في حاجة إلى المعلم الذي يبني وينشئ انفساً وعقولاً كما يقول الشاعر العربي الكبير/أحمد شوقي الذي يُشعر تلاميذه بأنهم أمام مهمة سامية من صلب مهامهم الوطنية ويرى في تلاميذه أحسن مثل وأفضل طريقة في التفكير والأداء في فهم الحياة ومعالجة الأمور في صدق ووطنية.. معلم يشعر بواجبه الوطني ولايتهاون في أداء الواجب .. تقوم علاقته مع تلاميذه على أساس المحبة والعطف الأبوي لاعلى الارهاب والعنف والقسوة والكراهية ذلك أن المعلم يعتبر نفسه جندياً في معركة سلاحها العلم والايمان والمحبة والتضحية.. لاحاكماً متسلطاً على تلاميذه يضمر لهم الحقد والانتقام.