إن التعليم والثقافة العربيين يتحملان مسئولية كبيرة في صياغة مفاهيم جديدة في وجدان وعقول الشباب والطلاب رجال الغد والمستقبل والتنمية منذ نعومة أظفارهم والاهتمام بتعليمهم وغرس الذهنية الثقافية والفكرية الحديثة والعصرية وتشكيل وعيهم والانفتاح على الآخر وهذا في تقديري هو حجر الزاوية والأساس في عملية التغيير المطلوب في بنية الذهنية العربية التي تشهد اليوم حالة من الانغلاق الفكري في حين أن الثقافة والتعليم هما وحدهما فقط القادران على زرع بذور الفهم العميق للقضايا الراهنة والرئيسية في أذهان شبابنا العربي وطلابنا الواعدين وإنقاذهم من واقع موغل في التخلف والجهل ومستقبل غامض مجهول الملامح والرؤى. وتتحمل أجهزة تخطيط التعليم بمكوناته الرئيسية في عالمنا العربي والاسلامي على حد سواء مسئولية كبيرة في وضع مناهج تنهض وتعلي من قيمة التنوع الثقافي والفكري والتعدد والتنوع وإظهار مدى الايجابيات المستخلصة من تلاقح الأفكار والتفكير العلمي والعطاء الذهني والخروج من أسر الأفكار المغلقة والرتيبة والجامدة والعمل على تبني ثقافة واحدة مركزية وثابتة. وازاء كل ذلك فنحن مطالبون جميعاً تربويين ومعلمين ومعلمات وإدارات مدرسية وتربوية وفنية بتوظيف قدراتنا والتعامل مع معطيات العصر الحديث ومعارفنا وثقافتنا وكذا تنوعنا الثقافي والفكري بشكل أفضل ووفق منظومة مختلفة واستغلال الموارد والامكانات التربوية والثقافية على نحو دقيق ومدروس ومخطط تخطيطاً علمياً راقياً دون تبديد لهذه الامكانات بل استغلالها الاستغلال العقلاني بما يؤدي في الأخير إلى مساهمة الشباب والطلاب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يحقق في الأخير التعايش السلمي المشترك وتشكيل الثقافة وتوجيهها نحو صناعة التنمية الحقيقية القادرة على الصمود والتحدي والاستمرار. إن وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات ووسائل الإعلام الرسمي والجماهير مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى مراجعة ودراسة الأسباب التي أدت إلى تدني مستوى التحصيل الدراسي وظهور الحجم المزعج والمقلق من أعداد الراسبين في امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية بما يؤمن المستوى الدراسي المعقول للعام الدراسي الحالي وتوجيه الطلاب إلى المذاكرة والدراسة والاهتمام دون الانخراط في أعمال وأنشطة عبثية تنعكس سلباً على المستوى الدراسي .. ويجب على الشباب والطلاب الانفتاح على معطيات التطور التقني والعلمي وعلى مختلف الجوانب الثقافية والفكرية والتركيز بعمق على اللغة العربية والارتقاء بمستوى العطاء الذهني والعلمي والمزيد من الاطلاع والقراءة وارتياد منابر الثقافة والفكر والمكتبات العامة والمدرسية. إن المهمة الرئيسية اليوم أمام شبابنا وطلابنا وطالباتنا أن يجعلوا من العام الدراسي الحالي نقطة تحول نوعية ووقفة تأمل ومراجعة دقيقة لمستلزمات الامتحانات النهائية والشهرية للحصول على درجات التفوق والنجاح دون الانشغال بأية مهام ثانوية تعيق المهمة الكبرى وهي الامتحانات وتتحمل الإدارات المدرسية بالتنسيق مع مجالس الآباء والأمهات مهمة توجيه الأبناء والبنات إلى مهمتهم الأولى وربط الطلاب بالمدرسة عبر النشاط اللاصفي والإكثار من الندوات الفكرية واعادة تجربة حصص التقوية للعلوم الرئيسية.