أن حديث الناس في تعز عن أزمة المياه مازال سيد الموقف...لم يشغلهم عنها- وهذا ستر من الله - مسلسل نور وإلا لسجلت المحافظة أعلى معدلات الطلاق كما تسجل اليوم أعلى ترتيب بين المحافظات المرشحة للجفاف، فالأزمة جعلت الناس ينتابهم الخوف والقلق على المستقبل الذي قد يضيع في شربة ماء، الكل في تعز العطشى ينتظرون البشارة ولسان حالهم يردد أغنية الفنانة صباح «الميه مقطوعة يافندي». ندرك أن مشكلة المياه أخذت تتفاقم وأن السنوات القادمة سوف تشهد موجة عطش إذا ظللنا على حالنا نعطي أولوية لري شجرة القات ونستمر في استنزاف المياه الجوفية ولانشرع في بناء السدود والحواجز المائية حتى نعوض مخزوننا المائي كلما أنعم الله علينا بالمطر. لا أحد يستشعر الخطر ولاشيء يلوح في الأفق يمكن أن يضع معالجة لهذه الأزمة التي طال أمدها سوى زيارات يقوم بها وزير المياه إلى المحافظة ولقائه بمسئولي فرع مؤسسته ليطرح ويعيد وبتكرار ممل « ان الأزمة في سوء الإدارة» وكأن تلك المقولة عصا سحرية ستوفر المياه الصالحة، لا نقول للشرب بل للاغتسال والوضوء.. إن الحل الذي ماثل للعيان هو أن الأمر ترك لأصحاب الوايتات لمعالجة الأزمة، فلماذا لا تأخذ مؤسسة المياه الحل منهم مادامت المياه التي تخفف من حدة الأزمة يأتون بها من المحافظة نفسها وليس من بلاد واق الواق. ما يثير حنق الناس وغضبهم أنهم بعد انتظار طويل إلى ما ستجود به مؤسسة المياه يجدون أنفسهم في نهاية المطاف ينتظرون سراباً ظنه الظمآن ماءً.. سمعنا شكوى المؤسسة من أن هناك من يقوم بسرقة المياه وفتح المحابس وأعتقد ويشاركني الكثيرون أنه مع مرور الأيام وتفاقم الأزمة ستكون السرقة أمراً طبيعياً إذا لم تلتزم المؤسسة بمواعيد ضخ المياه بحسب الجدول الزمني المحدد لكل حارة وبما يضمن وصول المياه إلى كافة المنازل التي جاء عليها الحول وليس الاكتفاء فقط بمشاهدته يتدفق كالسي الجرار في الشوارع كما هو الحال في محافظتنا التي لم تعد حالمة.