مخطئ كل الخطأ من يظن مجرد الظن أنه بإمكانه تعكير صفو الأمن والاستقرار والطمأنينة في أوساط المجتمع وإثارة الفوضى والمشاكل وارتكاب الأعمال الإرهابية الإجرامية الخارجة عن النظام والقانون دون أن تلحظه العيون الساهرة على أمن الوطن والمحافظة على استقراره من أبناء قواتنا المسلحة والأمن البواسل ومن المواطنين الشرفاء الغيورين على وطنهم الذائدين عن حماه وتحكم السيطرة عليه وكبح جماحه وإحالته إلى السلطات القضائية لتقول كلمتها الفصل في حقه ومن على شاكلته. عقاباً لهم على فعالهم الخسيسة وجرائمهم اللاإنسانية التي يمارسونها بعقليات متطرفة مليئة بالحقد والكراهية ومشحونة بالتشدد والتطرف والغلو الذي يقودهم إلى إزهاق الأرواح وسفك الدماء وتدمير الممتلكات وإثارة الخوف والهلع في أوساط المجتمع تحت شماعة الدين الذي هو أرفع وأسمى من أن يُسوَّغ أو يشرعن لأعمالهم هذه والتي لايقرها دين أو ملة،ولعل الحوادث الإرهابية المتطرفة التي شهدتها بعض محافظات الجمهورية مستهدفة بعض السياح والمنشآت والمصالح الأجنبية التي تحتضنها بلادنا وتقوم بتقديم خدماتها لبلادنا في مختلف المجالات بهدف الإضرار بالمصالح المشتركة بين بلادنا وهذه الدول الصديقة والتأثير على العلاقات وأوجه التعاون معها وتكبيد البلاد خسائر مادية باهظة تؤثر سلباً على عملية النمو للاقتصاد الوطني وتعيق مسار عملية التنمية والنهوض الشامل وتسهم في شل حركة النشاط الاستثماري والسياحي من خلال تراجع الكثير من الشركات عن الاستثمار في المجالات الاستثمارية المتاحة وعزوف الكثير من السياح الأجانب عن زيارة بلادنا جراء مثل هذه الأعمال الخارجة عن تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة وقيم وعادات مجتمعنا اليمني الأصيل الذي يرفضها ويمقت مرتكبها باعتباره خارجاً عن الطاعة ومفارقاً للجماعة،وحتى تلك الحوادث المؤسفة التي تستهدف مواطنين أبرياء يشهدون بأن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله هي جميعها محط متابعة ورصد الأجهزة الأمنية والتي من الصعب أن تمر منها مرور الكرام،حيث تنهج أساليب وطرقاً على مستوى عال من السرية في أعمال التحقيقات وجمع الاستدلالات وتجميع الخيوط التي تتوصل إليها والتي سرعان ماتقود إلى فك طلاسم هذه القضايا وتحديد هوية الجناة الإرهابيين، وتثمر كل هذه الجهود وتتوج بإلقاء القبض عليهم وإحالتهم إلى السلطات المختصة. وما العملية البطولية الأخيرة التي سطرتها الأجهزة الأمنية بمحافظة حضرموت في مدينة تريم الغناء والتي استهدفت واحداً من أوكار العصابات الإرهابية التي تنضوي تحت لواء تنظيم القاعدة إلا خير شاهد على يقظة وصحوة حماة الوطن وحراسه الأمناء ورصدهم المتواصل لكافة تحركات وأعمال هذه الشرذمة الإجرامية التي لن تجني من وراء جرائمها وأعمالها الوحشية سوى الخزي والعار والذل والمهانة والعقاب الرادع والزاجر لهم ولمن يسير في فلكهم وعلى هداهم وفكرهم الشاذ ومعتقداتهم الزائفة التي هي للحقيقة والدين أبعد من عين الشمس مهما حاولوا بأساليبهم البراقة القائمة على الكذب والدجل والخداع تسويغها ودغدغة عواطف البسطاء من الناس بها إلاَّ أن الخسران سيظل ملازماً لهم وستظل عيون الأبطال الميامين المسنودة بعناية المولى عز وجل لهم بالمرصاد على طريق استئصالهم من المجتمع وطمس كافة الرؤى والأفكار والقيم والمفاهيم والسلوكيات التي نشروها في أوساط المجتمع نظير استغلالهم مناخات الديمقراطية والحرية والتعددية التي تنهجها البلاد في هذا المجال، وليثق من تبقى في أوكارهم الشيطانية بأن يد العدالة ستطالهم مهما حاولوا التخفي والتنكر وسيكونون عُرضة للمساءلة القانونية التي تثمر أحكاماً وعقوبات شرعية لا هوادة فيها وليعمل كل مغرر بأفكار هذه الجماعة الضالة على تحكيم عقله والعودة إلى رشده وصوابه ليصبح عنصراً فاعلاً في المجتمع بعيداً عن الإرهاب والإجرام الذي سيأتي اليوم الذي يستأصل اليمنيون شأفته ويقضون على المفتونين به ويدكون أوكارهم النجسة.. وفي الأخير خالص آيات التقدير والعرفان لأبطال عملية كشف وكر الإرهابيين في مدينة تريم الذين سطروا أروع معاني البطولة والاستبسال والتصدي لعناصر الإرهاب والتطرف، والشكر موصول لكافة المواطنين الشرفاء من أبناء هذه المدينة العريقة الذين أسهموا في نجاح هذه العملية البطولية والرحمة والمغفرة للشهداء الأبرار الذين سقطوا شهداء للذود عن حمى الوطن وتخليصه من أدران وبراثن هذه العصابة الأفاكة وعاش الوطن آمناً مستقراً وخابت مساعي الخونة والمرتزقة والعملاء والمتطرفين والإرهابيين أعداء الوطن والأمن والاستقرار والطمأنينة والسكينة العامة ولا عدوان إلاَّ على الظالمين.. والله من وراء القصد.