إن ما يحدث هذه الأيام في قطاع غزة الباسلة من عدوان غاشم وإبادة شاملة للأطفال النساء والشيوخ على مرآى ومسمع قادة العرب والمسلمين وشعوبهم، بل ورضا تام ومباركة من قبل البعض، وتصريحات من قبل بعض قادة العرب، يُندى لها الجبين، تحمِّل الضحية المسؤولية، وتبرئ المجرم.. ونحن جميعاً كشعوب عربية وإسلامية نرى ما يجري بأم أعيننا، ونشاهد أشلاء الأجسام البريئة تتطاير دون أن يُحرَّك ساكن لدى الجميع.. إنه لأمر يُندى له الجبين، وتعجز الكلمات عن وصفه ووصف حال العرب والمسلمين معه.. وحصار تام يحول دون إيصال الأدوية والمواد الضرورية، والتنازل عن السيادة الوطنية لمعابر العرب لصالح إسرائيل، مما يجعل الألم يتعاظم، والمرارة تشتد.. واستحضر قول الشاعر: وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهند قرأنا في كتب التاريخ عن العرب ونخوتهم، وعن مواقفهم، وليست غائبةً عنا موقعة عمورية والمعتصم.. فهل عرب اليوم غير عرب الأمس؟ وهل قادة العرب الذين يحملون الألقاب والنياشين، ويستعرضون الجيوش، ويشترون أحدث الأسلحة بمليارات الدولارات، والتي نشاهدها في المناسبات والأعياد على ميادين الاستعراض، هل هؤلاء جميعاً يشاهدون ما نشاهد، وهل لهم قلوب إنسانية تتألم كما تتألم شعوبهم عندما يسمعون صرخات الاستغاثة من النساء والأطفال والجرحى؟ أم أن أحاسيسهم قد تبلَّدت، ومشاعرعم ماتت، وأصبحوا كما قال الشاعر: لقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً .. ولكن لا حياة لمن تنادي ونار لو نفختَ بها أضاءت .. ولكن أنت تنفخ في رماد بماذا سيلقون ربهم، وماذا سيقولون له!؟ أم أنهم لا يؤمنون بيوم الحساب؟! تحية احترام وتقدير لتركيا حكومة وقيادة وشعباً التي كان موقفها أشرف.. وكلنا تابع مقابلة رئيس الوزراء التركي مع قناة «الجزيرة».. وتحية لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، صاحب المواقف التي تشرفنا كيمنيين.. وتحية لأمير دولة قطر، هذه الدولة الصغيرة بحجمها، الكبيرة بأدوارها.. وكلنا شاهد كلمة أمير دولة قطر للأمة العربية عبر قناة «الجزيرة». هل تستسلم الأمة لزعامات مهزومة أو خائنة؟ لا شك بأن الأمر لن يستمر طويلاً.. وهذه الأمة تضعف ولكنها لا تموت، وكلما اشتد ظلام الليل أيقنَّا أن الصبح قريب.. فلندعُ لإخواننا في غزة بأن يفرج الله كربتهم وينصرهم على عدوهم، ونساندهم بكل مال نملك، والكل يتبرع بما يستطيع، ولا نسمع لقول المشككين بأن هذه التبرعات لن تصل، خاصة أن عليها إشرافاً رسمياً وشعبياً، ومن يشكك في ذلك إنما يقوم بدور عدائي لله ولرسوله وللمسلمين. واعذرونا يا أهلنا في غزة.. الجميع مقصِّر تجاهكم، لكن الله معكم، وناصركم، وقتلاكم شهداء، ودماؤكم هي التي ستضيء الطريق للأمة، فأنتم الأمل لإحياء أمة نامت طويلاً وآن لها أن تصحو من غفوتها.. ورحم الله الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، القائل: (ما أُخذ بالقوة لن يرد إلا بالقوة).. واصبروا، وصابروا، ورابطوا، والله معكم، ولن يخذلكم مهما خذلكم المتخاذلون. عضو مجلس النواب