يا معشر الشباب: متى تستيقظون من سكرة القات والتدخين والمنومات، متى تستيقظون مبكرين لتسمعوا العصافير تزقزق والبلابل تصدح ابتهاجاً باليوم الجديد، متى ترون إكليل الندى تزهو به الأغصان والأزهار فترقص طرباً كلما هبّت نسمة الصباح؟!.. هذا وطنكم ينتظر صحوتكم لتشاركوا في البناء.. كم تريدونه ينتظر، فهل يراكم من قريب ق د طردتم النعاس.. وأبدلتم الخمول والكسل بالتفوق في كل مجال؛ في الرياضيات واللغات والهندسة والفيزيا؟!. يا معشر الشباب: أنتم تسهرون الليل من غير هدف.. نهاركم يضيع في النوم والكسل.. تمضي بكم الأيام دون هدف.. دون مرام. يا معشر الشباب: من غيركم يدافع عن الأوطان، فكيف يستيطع خامل أن يذود عن وطن؟! أعداؤنا مسرجة خيولهم على الدوام.. صهيل خيلهم يسمعه كل الأنام، فماذا ننتظر، أن تدهمنا سنابك خيولهم التي إن حلت فلا تبقي ولا تذر؟!. فهل تريدوننا أن نظل دون خيول ولا نوق.. تريدون أن تصير في بلادنا الحمير - حتى الحمير - بعيدة المنال؟ تريدوننا أن نظل دون زاد أو راحلة أو آلة قتال بينما أنتم نيام في سكرة القات والتدخين والمنومات؟!. يا معشر الشباب: ما كذبت زرقاء اليمامة وما أخطأ عمر «يا سارية.. الجبل الجبل».. وهل سمعتم قصة الذي صاح بملء صوته: «أنا النذير العريان» فلم يصدّقه أحد.. فكانت الكارثة محققة؟!. صارت أمتنا محاصرة من أعدائها يتربصون بها الدوائر.. بينما أنتم ولا حياة لمن ننادي، تتبادلون بلا مبالاة أقبح الكلام وأقذع السباب، تعلو أصواتكم قبيحة مستأنثة.. تضحكون بلا حياء ولا مبالاة كالنساء الماجنات، فإذا ما حل وقت الرقاد قبل السحر تنامون كالموتى قبل صلاة الفجر، فلا تصحون إلا عند الظهيرة لتعيدوا للفوضى سيرتها الأولى. يا معشر الشباب: إن كان هذا حالكم وأنتم في عز الشباب.. فمتى يأتي وقت العمل، وقت الكفاح والإبداع والمثابرة.. متى يكون جهاد النفس، متى تكونون صالحين للعمل، متى يأتي وقت البناء؟!. أما علمتم يا شباب أنكم تهدمون كل شيء وتهزمون كل شيء في ذواتكم، تعطلون العقل، تعتقلونه، فأي حياة هذه التي قوامها العبث والانفلات واللامبالاة؟!. وأي شيطان رجيم هذا الذي طغى على العقول فمسخها وطغى بنفوذه على حكمة العقلاء فأفقدها الحكمة ونزع منها حب التقرب إلى الله بمجاهدة النفس والعمل الجاد؟!. فيا معشر الشباب أين إقدام الشباب، أين عزة النفس، أين الإقدام والإباء، هل قرأتم عن أسامة بن زيد؟ والثقفي محمد بن عبدالرحمن، متى قادا الجيوش وهما في أي عمر؟ كانا أقل من أعماركم؛ لكنهما انتصرا رغم حداثة سنيهما.. محمد الفاتح كان في مثل سنكم قاد الجيوش وانتصر وفتح أبواب القسطنطينية للمسلمين!!. يا معشر الشباب: تجنبوا دعاة الضعف والهزيمة وفاتري الهمم، ولتعلموا أن هناك ضعفاً وخوراً في بعض النفوس المريضة فاجتنبوها. هناك في بلادنا من يراهن أن تبقى البلاد ألف عام تحت ظلال الفقر وهيمنة التخلف.. فلابد أن تعلموا أن ذلك محال، بكم أو بغيركم سوف تنهض اليمن.. إن نهضت بكم؛ فألف مرحباً بكم وإلا فسوف يأتي الله بغيركم وتخسرون كل شيء إن بقيتم على غفلتكم. يا معشر الشباب: متى تقرأون كتاباً، أو تكتبون كتاباً، أو تفهمون كتاباً، وهل يمكن أن تنهض بلاد دون شباب يقرأون ويكتبون، ودون مبدعين، ودون متفوقين؟!. يا إخوة الإعلام: ألا فلتعلموا أن بلادنا لن ترتقي خطوة واحدة في سلّم النهوض إن ظلت فتياتنا تبحث عن الحب في الأسواق، ليس لهن من شأن في الحياة سوى تسوية الحواجب والرموش، تطل عيونهن التي جملها المكياج من فوق النقاب لتصرع بها الشباب الفارغ الهمام، من قد صرعهم القات والتدخين والمنومات!!. فأي فائدة للفتاة أن تصرع مصروعاً، وأي فائدة للفتى أن يتعلق بفتاة لمجرد أن عينيها تشبه عيون المها، فلا تلبث أن تتحول إلى عيون معزة عند الاختبار؟!. وأين الله في هذا التراشق بالنظرات، أليس ذلك حراماً، هل يستطيع قائل أن يقول: ذلك مباح، فأين تعاليم العقيدة والتراث،؟ أين توجيهات القرآن للرجال أن يغضوا من أبصارهم، وللنساء أن يغضضن من أبصارههن؟!. هل خطر ببالكم - معشر الشباب - أن الحب لا تصنعه الأسواق، ولا تصنعه مفاتن العيون، هل خطر ببالكم أن المشاعر العاطفية التي لا تقدح في النفس شرارة التغيير نحو السمو والارتقاء والفضيلة والإبداع هي مشاعر كاذبة وخادعة؟!. يا معشر الشباب: هل خطر ببالكم يوماً وأنتم تمضغون القات أنكم في الاتجاه نحو الضياع؟. يا أيها المعنيون بالأمر: في الداخلية والثقافة والإعلام والشباب وفي الشئون الاجتماعية والعمل، نريد أن نشكركم من كل قلوبنا على اهتمامكم ورعايتكم للشباب.. لكننا على وجه الخصوص ونحن نرى هكذا شباب لا ندري على ماذا نشكركم، هل يدلنا أحد على ما يوجب الشكر في أعمالكم حتى لا نكون جاحدين ومنكري جميل؟!.