هذه السحب القاتلة تنبعث من المقايل والمشافي والأماكن العامة والمواصلات العامة في الباصات وسيارات «البيجو» بين المحافظات والمدارس والجامعات. ربما يتساهل الملائكة؛ فالسجارة وبقية الروائح الكريهة تؤذيهم لا شك؛ لكن هذا الدخان يسبب السرطانات القاتلة، مشفوعات بالسم القاتل عن طريق مضغ هذه الشجرة الخبيثة (القات)!!. في بعض المؤسسات كالصحة هناك تحذيرات للمدخنين، ورأيت أن الدخان كاد يختفي من هذه الوزارة؛ ولكن هناك تدخين في المشافي والمستوصفات. وهل يمكن أن يكون لكل شيء قانون في بلادنا؛ فنصدر قانوناً للتدخين؟! ممكن ولكن هل نحن - معشر المدخنين- مستعدون لتنفيذ القانون؟!!. عشرات الملايين من الدولارات ينفقها اليمنيون في التدخين، ومئات الملايين من الدولارات ينفقها اليمنيون أيضاً لعلاج سرطان التدخين، أما القات فنحن ندفع لا الملايين وحسب ولكن ندفع حياتنا!!. إن المقابر تضج بموتى سرطانات التدخين والقات، ثم إذا كان هناك مجانين - وهم المدخنون، قد استغنوا عن حياتهم - فلماذا يقتلون أبناءهم بالدخان في غرف النوم وإخوانهم في أماكن المقيل أو الأماكن العامة؟!. لقد ابتلي الناس بالقات، فهو بلاء عظيم، يحتاج دولة جريئة تعلم أنها وجدت لصالح المواطن، ولا أدري إن كان هناك تفكير لاقتلاع هذه الشجرة الخبيثة من الوجود. إن أية دولة تحترم واجباتها وتقدّر مصلحة شعبها سوف تجيب عن سؤال: ومن أين لمزارعي القات بأموال يقيمون بها حياتهم وحياة أسرهم؟! الحلول كثيرة. إن من الأجوبة البائسة لبعض المدخنين: إنني لا أتناول السجارة إلا عند القات؛ وكأن السجارة والقات متلازمان لحياة شقية تعيسة!!. ورأيت في ملحق "الإنسان" الصادر عن «الجمهورية» ذلك الأب الذي مزق ابنه الشاب بالسكين لأنه لم يوفر القات والسجارة. شكراً ل«اليمنية» و«السعيدة» على منع التدخين على متنيهما، وشكراً لأهل الذوق الأنيق الذين يحترمون أنفسهم فلا يقتلون أنفسهم بالدخان في حضرة الآخرين.