فرنسا قررت منع التدخين في الأماكن العامة ووسائل المواصلات من خلال إصدار قانون يمنع ذلك، هذه فرنسا ، والقانون سينفذ بدون شك فيها ، فالوعي الذي يتمتع به الفرنسي قد يفوق وعي كثير من العرب حول خطر التدخين على الآخرين. قلت إن الوعي هوالفارق بين من يريد أن يفهم وبين من لايريد أن يكون فهيماً لمساوئه ومضاره وأعتقد أنه لدينا ملصقات «التدخين ممنوع» في المركبات وفي المرافق العامة لكن الواقع يقول إننا شعوب نقنن على الورق فقط لكن الواقع يتناقض مع مايدون على الورق. تركب حافلة داخلية تطلب من الشخص الذي ينفث دخان سيجارته أن يطفئ السيجارة لأن دخانها مزعج لك ولغيرك من الركاب الذي قد يكون بينهم نساء وأطفال، تراه ينظر إليك شزراً وكأنك صفعته في خده بطلبك إياه أن يطفئ سيجارته، نوع آخر من المدخنين لايمتلك أدنى علامات الذوق حيث يرد عليك بفظاظة قد يصل إلى شتمك لو أخذت معه في الكلام، نوع ثالث من المدخنين يقول لك «انزل لو أزعجك التدخين»، ونوع آخر هو من أرقى الركاب رغم تعاطيه للدخان حيث قبل مايضع قدمه على ظهر الباص يبادر إلى إطفاء سيجارته استشعاراً منه أن الدخان هو ضرر للجميع وبالتالي فإنه يرفض أن يدخن في المركبة احتراماً لمن هو جواره. وفي الخطوط الطويلة نادراً أن تركب إلى جوار مسافرين لايدخنون وإذا كان حظك تعيساً وركبت مع مسافرين يدخنون فإنك تجد صعوبة في إقناعهم بالتوقف عن التدخين لأنك وحدك الذي يطلب شيئاً منهم يصعب عليهم أن يلبوا لك طلبك فيكون وضعك سيئاً لأنك حينها تتنفس هواء ملوثاً وتتعرض لمصائب التدخين وأنت لاتدخن. هناك بعض السائقين يرفضون صعود من بيده سيجارة فيضطر الراكب أن يرمي عقب سيجارته إلى الأرض وهذا النوع من السائقين ينبغي شكره، لأنه يحمل شعوراً بالخطر الذي قد يتعرض له من يستنشق دخان السيجارة. بعض السائقين هو من ينتهك رغبتك بأن تركب بدون دخان فتراه ينفث الدخان دون وضع أي اعتبار لمن معه وهذا النوع يرفع لديك الضغط ويحرق أعصابك بتجاهله لك عندما تطلب منه الامتناع عن التدخين. التدخين اليوم ينظر إليه البعض على أنه موضة وأن من لايدخن يظل ناقصاً ولذلك فلا غرابة أن نرى صغار السن يدخنون السجائر وهم يظنون أنهم كبار ولكنهم في الحقيقة يعلنون انتحارهم المبكر. التدخين خطر والأخطر أن يكون ضرره ممتداً إلى من لادخل له بالتدخين.. أيها المدخن بيدك قرارك إما أن تضمن حياة هادئة وإما أن تواصل انتحارك اليومي. [email protected]