لماذا يدفعنا هؤلاء إلى التشاؤم..؟ ولماذا يجبروننا على اجترار اللحظة التي قال فيها سعد زغلول: «غطيني ياصفية مافيش فايدة».. هل من المقبول أن تصبح اليمن مجرد سوق لمنتجات من السهل صناعتها في الداخل..؟ وهل من المعقول أن تتحول «البطاطا» نفسها إلى منتج مستورد يزاحم إنتاجنا الغزير منه..؟ في أمور كثيرة أشعر أننا بدون بوصلة.. تسيّر أمورنا الاقتصادية، وكأننا بلد اقتصادي عملاق لم يعد له من هموم إلا فتح السوق لتنافس كل منتجات الدنيا توسيعاً لخيارات مواطنين يعيشون مستويات دخل مرتفعة تثير خجل سكان الدول الاسكندنافية. ليدخل أحدنا سوبر ماركت أو حتى بقالة صغيرة متسلحاً ببعض اليقظة والغيرة، ماذا سيشاهد..؟ سلع استهلاكية هي من أبجديات المنتجات التي يمكن أن تتميز بها اليمن ليس في السوق المحلي وإنما في الأسواق الخارجية.. وهنا أسأل استفهاميات التخصيص؛ هل هناك مانع محلي أو دولي أمام إعلان الاكتفاء من المنتجات الصناعية السمكية المسماة بلغة الصائمين والمفطرين «التونة»..؟ كيف يفكر من يستورد ومن يرخص ومن يشتري ومن يضع السياسات الاقتصادية ويرسم ميزان الصادرات والواردات.. ثم ألا يستفز كل من في رأسه دماغ أن نستورد البن من الخارج دونما احترام للتاريخ، أو لعلي الآنسي وهو يتحدث عن الحب والبن وكنز اليمن من الدرر ومن يزرعك ما افتقر ولا ابتلي بالهوان..!! حتى البطاطا ياأقطاب التجارة والاقتصاد حقيقة.. أنا حزين.. وأرجو أن تحزنوا مثلي.