الأخ الأستاذ حمود خالد الصوفي، محافظ محافظة تعز - أكبر محافظات الجمهورية - من المحافظين المستنيرين الذين يجمعون بين حيوية الشباب وحكمة العقل الذين تعاقبوا تباعاً على هذه المحافظة الكثيفة السكان الذي استقبلته المحافظة بالكثير من الآمال الواعدة لأسباب كثيرة سأورد منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي.. أولاً: لأنه من أبناء هذه المحافظة الجمهوريين الوحدويين الديمقراطيين، ولد وعاش فيها سنوات الطفولة والشباب؛ لا بل قل أجمل أيام حياته، يعرف عنها كل شيء من حيث الاحتياجات ومن حيث الطموحات ومن حيث ما تحتاجه من الحلول الخدمية والتنموية، لا بل يعرف طبيعة المعاناة الناتجة سوء العلاقة بين أبناء هذه المحافظة وبين بعض المسئولين والموظفين الفاسدين الذين يعتبرون الوظيفة الحكومية مأمورية فيها طعم العسل؛ لأن فيهم روح ذبابة، ويعرف أيضاً ما تحملته هذه المحافظة جراء النزعات الحزبية المتطرفة من مشاكل حالت بينها وبين دورها الوطني الفاعل. ثانياً: لأنه أول محافظ منتخب من الشعب على طريق الانتقال إلى الحكم المحلي الواسع الصلاحيات، يدرك سلفاً أن الدخول إلى ديمومة ثقة الهيئة الناخبة التي لا تتحقق إلا من خلال ما يحققه لأبناء المحافظة من المنجزات المادية والمعنوية الموجبة لتمثل الدستور وتطبيق سيادة القانون بحكم ما يتوفر بين أبنائها من تقدم في الوعي والاستقرار قياساً بغيرهم من أبناء المحافظات الأخرى الأقل نهضة تعليمية ومدنية واستقراراً واستعداداً لتقبل سيادة القانون. ثالثاً: لأنه كان واحداً من الوزراء الكثيرين الذين تعاقبوا على وزارة الخدمة المدنية والتأمينات، استطاع بشجاعته أن يخرج الاستراتيجية العامة للأجور إلى حيز الواقع بعد أن ظلت من المشاريع المعطلة؛ لا بل قل المستحيلة التطبيق، متحدياً بذلك الكثير من الصعوبات والعقبات التي زرعت في طريق الإصلاح الإداري والازدواج الوظيفي، مؤكداً للجميع أنه لا مستحيل أمام الإنسان الجاد. رابعاً: لأنه قبل ذلك وبعد ذلك يتميز بقدر عالٍ من الكفاءة والاخلاص الذي يؤهله لتحمل هذه المسئولية الكبيرة وبإرادة تعكس قناعاته وثقافته الوحدوية المستنيرة في موكب الحرية والديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. خامساً: لأنه وكما عرفته على الدوام يتميز بالشجاعة في اتخاذ القرار الصائب مهما كانت العقبات والتحديات الموجبة للتردد الناتج عن الضعف، لا يخاف في عمل الحق لومة لائم. سادساً: لأنه يتمتع بثقة عالية من فخامة الأخ رئيس الجمهورية الذي اختاره لتحمل هذه المسئولية من منطلق اقتناعه بأنه الأكثر قدرة على تطبيق برنامجه الانتخابي في المحافظة الأولى من بين محافظات الجمهورية اليمنية الإحدى والعشرين، صاحبة القول الفصل في العملية الانتخابية. أقول ذلك وأقصد به أنني واحد من الذين يحدوهم الأمل أن الأخ حمود الصوفي سوف يحذو حذو سلفه الأستاذ أحمد عبدالله الحجري الذي قطع شوطاً في تحصينها من خطر السيول وترميم الآثار وإصلاح الشوارع المخربة، وسوف يجعل من المحافظة أنموذجاً للنجاح يحتذي به بقية المحافظين والمحافظات بعد أمانة العاصمة ومدينة عدن بحكم أنهما مدن دون أرياف. وسيتمكن من إيجاد الحلول والتدابير العملية للتغلب على المستحيلات التي تتخذ من الأزمة المزمنة لندرة المياه وسيادة القانون مدخلاً لمكننة غيرها من الممكنات الخدمية والتنموية التي يعاني منها أبناء هذه المحافظة المهمة، والأولى بفضل ما يمكن الحصول عليه من الدعم المركزي ومضاعفة الموارد المحلية ودعم رجال الأعمال وفي المقدمة بيت هائل سعيد أنعم المعروفون بحبهم لعمل الخير وحرصهم على تعمير تعز، وكذا توفيق عبدالرحيم مطهر وغيرهم من كبار التجار ورجال الأعمال الذين ينحدرون من هذه المحافظة التي ولدت فيها الحركة التجارية المزدهرة وقد تجاوزت ذلك إلى احتضانها الولادة المبكرة للحركة الصناعية اليمنية الأولى لكي تكون العاصمة الثقافية جنباً إلى جنب مع العاصمة السياسية والعاصمة التجارية للجمهورية اليمنية. أقول ذلك وأقصد به أنه بمقدور الأستاذ حمود الصوفي أن يعيد لهذه المحافظة حيويتها الثقافية المغيبة عن طريق الاهتمام بالبنية التحتية للنهضة الثقافية وإقامة الفعاليات والمنشآت الثقافية من خلال استقبال الندوات وإقامة العلاقات مع رجال الفكر والأدب في الداخل والخارج، وإعداد الخطط والبرامج الكفيلة بتفعيل دور جامعة تعز ودور وزارة الثقافة في هذه المحافظة التي كان لها دور لا يستهان به في تصدير المثقفين وغيرهم من المتفوقين والمبدعين إلى غيرها من المحافظات اليمنية بحيث يتم انشاء آليات ومنشآت خاصة بالإعلام وبالمسرح وبالسينما وما يرافقها من المنشآت الفنية الترفيهية. وفي هذا الإطار يأتي الاهتمام بمؤسسة الجمهورية، الحاملة لاسم النظام الجمهوري وتوسيع نشاطها الإعلامي والصحفي من نطاق الصحافة المقروءة إلى نطاق الصحافة المسموعة والمرئية، بحيث تكون المدينة اليمنية الأولى لاستضافة القنوات الفضائية الثقافية والأندية الثقافية والمكتبات الثقافية والمتحف الثقافي ودار الأوبرا، وغير ذلك من المنشآت الثقافية القادرة على استقطاب الشباب وتنمية وصقل مواهبهم وملكاتهم ومهاراتهم الثقافية في شتى المجالات الابداعية الفكرية والفنية والأدبية والوحدوية والديمقراطية. أقول ذلك وأدعو الأخ محافظ المحافظة إلى التركيز على دور المدارس والمساجد والمعاهد والجامعة في تنمية الثقافة الوطنية الوحدوية الديمقراطية الكفيلة بترسيخ القيم الحضارية، والتصدي للمشاريع الصغيرة والنزعات المتخلفة الأسرية والعشائرية والقبلية والمناطقية والحزبية والمذهبية التي ما برحت تحاول عبثاً في هذه الظروف الراكدة أن تطل بقرونهما الشيطانية وتقدم نفسها بأنها البديل للثقافة الوطنية اليمنية الوحدوية والقومية والإسلامية. لأن الحكم المحلي لا يعني الانقلاب على الثوابت الوطنية، وكذا التعددية الحزبية والسياسية لا تعني التكريس المتخلف لثقافة الكراهية والعودة إلى الثقافة الرجعية والانفصالية التي ما برحت تسوّق لليمن واليمنيين بوعي ودون وعي وبقصد ودون قصد لتقول لهم إن الإمامة أفضل من الثورة، والانفصال أفضل من الوحدة، هذا النوع من الثقافة الضحلة المروجة للمصطلحات العنصرية والطائفية والمناطقية الكريهة التي تدفع اليمنيين إلى عصور ما قبل الثورة وما قبل الوحدة وما قبل الديمقراطية. أخلص من ذلك إلى أهمية إبراز الوجه الوحدوي التقدمي المشرق للحكم المحلي في موكب الثقافة الديمقراطية المستنيرة.