حُكي أن قروياً قدم من البادية ومعه دجاجة ليبيعها في المدينة، فمرّ بثلاث نقاط تفتيش، يتنفذ بها بعض الذين لم يحسن اختيارهم، أوقفه صاحب النقطة الأولى وسأله: ماذا تطعم الدجاجة؟!. فأجابه القروي بذهول: أطعمها الحبوب. فقال له: ألا تخاف الله، الناس في أزمة يحتاجون الحبوب وأنت تطعمها الدجاجة، فلابد من غرامة؟!. دفع القروي الغرامة، فمضى حتى تلقّفه صاحب النقطة الثانية وسأله: ماذا تطعم الدجاجة؟!. فقال له: أطعمها الحشيش الأخضر!. فقال: إن الحشيش الأخضر إنما هو طعام البقر والحمير، تدر الأولى اللبن، ويقوم الحمار بخدمة أهله، فلابد من غرامة، فدفع الغرامة صاغراً، فمضى إلى النقطة الثالثة فسُئل نفس السؤال. فأجاب القروي، وقد بلغ من الغضب مبلغه، فقال: نطعم هذه الدجاجة والدجاجات الأخرى اللحم. فقال له صاحب النقطة: هل تهزأ بالدولة وتسخر بالحكومة؟! هات الدجاجة فهي غرامتك. وعاد القروي إلى بيته غارماً مخذولاً!!. هذه الحكاية تذكّرنا تماماً بجانب سلبي للروتين الذي يربض في كثير من دوائرنا بالمؤسسات الحكومية؛ فيما يتعرض أصحاب المصالح من الناس لكثير من العبث والتلاعب. وهذه الحكاية بدراميتها التراجيدية تذكّرنا بحكاية أخرى، فلقد ذكر أحدهم أن قروياً قدم إلى المدينة ليعمّد شهادة ابنه الابتدائية ليرسلها إليه في أرض المهجر علّه يستطيع أن يلتحق بالمدرسة هناك ويواصل عمله البسيط في إحدى مقاهي المدينة. أوقف رجل المرور هذا القروي وسأله عن أوراق السيارة، فعرض عليه القروي أوراق سيارته كاملة غير منقوصة، ثم سأله بالمصادفة عن شهادته الابتدائية فلبّي القروي هذا الطلب على الفور وعرض عليه شهادة الابتدائية، مع أنه لا دخل لهذا الموضوع بموضوع المرور. ولما أسقط في يد الشرطي قلّب الشرطي النظر في الرجل وقد أدخل رأسه من النافذة يتتبع النواقص داخل السيارة؛ لكنه لم يجد شيئاً وإنما وجد أن الرجل يسوق دون حذاء، فبادره بالسؤال الآتي: كيف تقود سيارتك دون حذاء؟!. فقال السائق متعجباً: ما للحذاء وما للسيارة، أنا وأبي وجدي وأسرتي كاملة لا نلبس أحذية؟!. فقال الشرطي متعجباً وقد فغر فاه: هذه مخالفة ولابد من الغرامة!!. قال له: بقيت خمسمائة ريال رسوم تعميد الشهادة. فقال: إن القانون صريح، تصادر من المبلغ مائة وخمسين ريالاً، ونصح له أن لا يسوق السيارة إلا بحذاء!!. وهكذا فإن الشكاوى كثيرة ترد من كثيرين من المواطنين تعجب من ممارسات خاطئة تشبه هذه الحكاية وسالفتها مما يجعلنا نقترح أن يتقي الله بعض المسؤولين في مواطنيهم.