تُعلمنا الأحداث أن هناك مزورين للتاريخ، غير أن لهم من المهارات ما تجعل هذا التزوير قابلاً للصرف عند بعض الذين ينطلي عليهم الزيف والكذب والتضليل، والمشكل هو أن الحقائق لا تكشف لأصحاب الأحلام الصغيرة والعقول القاصرة إلا بعد أن يذهب تاريخ وتاريخ وتمضي فترات وفترات. أما العقلاء وأهل المران والدربة فإنهم يعلمون أن الأباطيل لا يمكن أن تكون حقائق مهما زخرفها المزخرفون وجوّد مظهرها الخارجي الخادعون. في يمن الثاني والعشرين من مايو لم يقف هؤلاء المخادعون المضللون عند حدهم، وكالعادة عندما يكذبون ويضللون، ولم يكن بوسعهم أن يخدعوا الناس والوطن لفترة طويلة من الزمن. فسرعان ما انكشف الزيف وظهرت عورة الإرجاف والتضليل تحاول أن تعيد اليمن إلى عهود الظلام والتخلف والتجزئة. جاحدين أجل النعم وأجزلها على شعبنا اليمني وكأنهم يستكثرون على هذا الشعب أن يعيش دون فتن أو حروب أو طائفية أو أي ضلالات أخرى. وبعد أن تكشفت عورات الذين كان بودنا أن يظلوا معصومين من الجهر بالسوء وكشف العورات، اتضح لشعبنا أن وراء الأكمة ما وراءها. وأن هؤلاء الذين صمتوا دهراً ونطقوا كفراً ليسوا سوى مجرد أبواق مأجورة لفتن تستهدف وحدة اليمن وتتغيا تجزئته وتشطيره. ولكن الله كما أحسن فيما مضى سيحسن فيما يلي.