مع مرور العام الدراسي الذي تصحبه المنغصات والمطبات الموجعة لأبنائنا الطلبة في جميع مراحل التعليم وخصوصاً ما رافق التعليم في المرحلة الأساسية من «1-9» من سلبيات مثل عدم توفر الكتاب المدرسي وتغطية جميع متطلبات المراحل إلى سوء طباعة الكتاب إلى عدم تقريب المعنى للطالب بصورة أوضح .كذلك عدم وجود الوسيلة التعليمية المرافقة للدرس، إلى عدم الاهتمام بالمدرس الخاص بالصفوف الأولية كماهو معمول به في عديد من دول العالم وعن البنية التحتية للعملية التربوية والتعليمية. فالخارطة المدرسية تكاد تكون معدومة في مكاتب التربية حيث يتم توزيعها على السلطة المحلية ليتم على ضوء ذلك إدراج مايمكن إدراجه من مدارس لمناطق هي في أمس الحاجة إليها وتحتل الأولوية ضمن خطط وبرامج المجالس المحلية إضافة إلى ترميم مايمكن ترميمه لمدارس قد عفى عليها الزمن، نظراً للاهمال وعدم الرقابة، وبالتالي وضع حد لمثل هذه المخالفات.. وللحديث عن الفجوة ومدى تضييقها بين التعليم والترفيه خصوصاً وقد أغلقت المدارس أبوابها إيذاناً ببدء العطلة الصيفية نلاحظ ان دول العالم قد تجاوزت العديد من السلبيات والمنغصات التي ذكرناها سابقاً. فمثلاً المراكز الصيفية التي تمثل الحد الأدنى في الجانب الترفيهي لطلبة المدارس خصوصاً مع بداية العطلة الصيفية نجد في ألمانيا مثالاً رائعاً ، حيث قدم طلبة جامعيون من كلية الهندسة المعمارية التابعة لجامعة برلين نموذجاً هندسياً لمدرسة ابتدائية أطلق عليها مدرسة الخبرة وتهدف هذه المدرسة في عملها إلى المشاركة فحسب في تضييق الفجوة بين التعليم والترفيه من خلال طرح المعلومات البسيطة عن العلوم والرياضيات في حجرات موزعة مع إضافة المزيد من التحسينات على الهيكل العام النموذجي للمدرسة، وتحتوي تلك الحجرات على فواصل شفافة عاكسة يمكن التخفي فيها بحيث تسمح للرؤية من طرف واحد ومن الإضافات الأخرى الجاسوس وسور التنكر وغيرهما من الابتكارات. هذه الإضافات والابتكارات تصاحب الدارس أثناء الدراسة بحيث لايشعر بالملل كما أوردت هذا الخبر مجلة التكنولوجيا من مصادرها، وتبقى المهمة ملقاة على عاتق الجهات المعنية لرعاية أبنائنا الطلبة بعد عناء العام الدراسي كجهات الشباب والأوقاف والتربية، تشاركها في الرعاية جهات أخرى مثل الجامعات الحكومية والأهلية، وللقطاع الخاص دوره في هذا المجال الذي لايقل أهمية كون مثل هذه المخرجات التعليمية ترفد جميع القطاعات بالأيدي العاملة والخبرة ذات الكفاءة العالية. من هذا المنطلق لاننسى أن شعار المخيم الصيفي الذي مضمونه «اليمن أولاً » يعني الكثير في مقدمتها غرس المفاهيم الوطنية على أساس حب الوطن وانه من الواجبات الدينية.. وبالتالي غرس ثقافة الولاء المنطلقة من حب الجميع والرافضة للمناطقية الضيقة وتبقى المهمة الملقاة على عاتق اللجنة الإشرافية من حيث اختيار البرامج المفيدة والهادفة الغنية بالمحاضرات والدروس ذات القيمة الثقافية والتعليمية إلى جانب البرامج الترفيهية المسلية والألعاب الرياضية والدورات التدريبية المبسطة في تشغيل الكمبيوتر، المهم تحقيق الفائدة المرجوة والتي سوف تعود بالنفع على الطلبة لا كما قال الكاتب الشيق أمين الوائلي في إحدى كتاباته في هذه الصحيفة وسماها بالمعسكرات الصرفية ونحن نريدها مخيمات صيفية بما تحمله من معنى، ومن جهة أخرى نحن نعتبر العطلة الصيفية محطة انتظار ومراجعة وتقييم لوزارة التربية ومكاتبها ومراكزها التعليمية في المحافظات والمديريات بحيث تجعل من العطلة نقطة إنطلاقة صحيحة في التجهيز والإعداد للكتاب والمدرس بصورة أفضل. ونحن على ثقة بأنها، أي الوزارة المعنية، قد استفادت من سلبيات وإيجابيات العام المنصرم وستضع ذلك في اعتبارها..ولتعميم الفائدة وإيصال الرسالة أرى، والرأي مرفوع لقيادة وزارة التربية والتعليم، ان يكون هناك اجتماع يضم قيادات التربية والتعليم على مستوى الجمهورية تحت رعاية قيادة الوزارة والخروج بآلية جديدة وحديثة تواكب عصر المعلومات وتثبت للآخرين بأن عصر التجهيل قد ولى دون رجعة، وإثبات مصداقيتها في الخروج بخطط منهجية وعملية لسير العملية التعليمية في العام الدراسي القادم 9002/0102م.