من داخل بؤبؤ العين للفتاة نلحظ اصطخاب الألوان وتضبب الرؤية، وتدور الكاميرا باتجاه البُعد الثالث «المنظور» لنرى بداية عاصفة رملية ليست كالأولى، وبالتدريج تتكشف العاصفة عن أرتال من مركبات مُزمجرة، فيما تتعالى صوت المركبات بالتدريج، وتظل الكاميرا ثابتة على المشهد الذي يتكابر بعنفوان، فيما يزداد صوت الآلات الهادرة التي تبدأ في اقتحام الواحة، ونلاحظ عن بُعد جريان أطفال بطريقة عفوية غير مُنتظمة، والتحاق بعضهم بالمركبات بشقاوة تجمع بين المغامرة والدهشة وحب التطلع . ينتشر مجموعة من العمال والمهندسين عند طرف الواحة، وينشر أحدهم مخططاً هندسياً يطال أفضل بقعة في المكان. وفجأة تتناوب زمجرة الحفارات وآلات البناء مع صور فوتوغرافية جديدة تعبر عن حالة التدمير والبناء، وبطريقة تشي بما يقابل الصور الأُولى المختلفة جذرياً عن الصور الجديدة الماثلة أمام المُشاهد، وبالتتابع ننتقل إلى الصور الفوتوغرافية للواحة التي تبدأ في الانتقال التدرجي من الألوان إلى الرمادي، ثم التلاشي وسط سديم من عماء. نقلة مفاجئة وتنهار نخلة باسقة وترتطم بالأرض مُصدرة دوياً هائلاً كأنها تتحدث. لقطة ثانية لشجرة كبيرة تتعرّى من أوراقها تباعاً «باستخدام تقنية الكمبيوتر». لقطة ثالثة لعنزة عجفاء تتجول وسط الخرائب بعيني بهيمة حائرة. وتعود العاصفة الأولى بعنفوان أكبر، فيما تبدأ الكاميرا في حركة «زوم أوت» حادة، كما لو أنها مخطوفة من ذاتها، وصولاً إلى جغرافيا المكان وحتى الكرة الأرضية التي تسبح مترنحة في الفضاء!! ، وقد التحفت غيماً من سواد. فوق سديم من عماء وألوان داكنة تنكتب العناوين بالأبيض الناصع الموشى بالخضرة، ونعود مجدداً إلى التسمية (الشقاء الذي يليه الأمل).