يبدأ الفيلم بلقطات عامة للصحراء ( حركة دوللي ) تترافق مع شواهد متنوعة ( نخيل / نبتات برية / نوق / كائنات صحراوية ) ، وتومئ ضمناً إلى حيوات الصحراء التي وإن بدت هادئة، غير أنها مفعمة بالحياة، ويترافق مع المشهد عزف منفرد على آلة الناي، فيما ينكتب العنوان " نوستالجيا " . بالتتابع تبدأ متوالية عاصفة رملية، وتتدرج في صعودها، فيما نسمع صوت العاصفة القادمة عن بُعد .. العاصفة تتعملقْ حد انمحاء مشهد الصحراء. تتحرك الكاميرا بحركة ( زوم إن ) بطيئة كما لو أنها تبحث عن مصدر لحياة ما بعد العاصفة، فنرقب بعين الكاميرا وعن بُعد نبتة صغيرة تكافح للبقاء وسط العاصفة التي انجلت لتوّها، وبالتدريج تصل الكاميرا بحركتي تقاطع ( زوم / دوللي) إلى النبتة البرية الطريّة.. نسمع صوتاً لنص من رباعيات الخيام تتصل بفكرة البقاء والفناء . في لقطات وامضة نعيد تصوير المشاهد السينمائية فوتوغرافياً وبالأبيض والأسود كما لو أنها استعادة لتحولات بصرية لما شاهدناه من قبل. نتابع نمو النبتة الصغيرة عبر التصوير الغرافيكي، وصولاً إلى أن تصبح شجرة يانعة باسقة، وبالترافق نتابع نمو الحشائش والأزهار وصولاً إلى تبلور واحة غنّاء في قلب الصحراء ( يتم استخدام تقنية التصوير البطيء والجرافيك للوصول إلى اختزال المسافة الزمنية للانتقال من حالة النبتة اليتيمة في قلب الصحراء حتى بداية ملامح الواحة الصحراوية الجميلة ( بالترافق مع ذلك نسمع ألحاناً أندلسية)، فيما نراقب بعين الكاميرا حركة فتاة يافعة جميلة تتنقل بين المروج، وصولاً إلى تركيز الكاميرا على وجهها، فالانتقال إلى عينيها في حركة لولبية معبرة تصل بنا إلى ذروة التماهي مع هذا الكائن الجميل بالترافق مع نفس الصوت الذي يقرأ نصاً شعرياً للحلاج : نفحات الريح قولي للرشا لم يزدني الورد الا عطشا لي حبيب حبه سوط الحشا ان يشا يمشي على خدي مشا روحه روحي وروحي روحه إن يشا شئت ُ وإن شئتُ يشا وبهذا يبدأ الانتقال من الشقاء إلى الأمل.