توحدت كثير من دول العالم الإسلامي في صيام رمضان هذا العام، ونتمنى على المسلمين أن يأتي يوم يجتهد فيه العلماء لتحديد الصوم في يوم واحد، مع أن المطالع مختلفة، ثم لماذا لا تكون المملكة العربية السعودية، لوجود الكعبة المشرفة فيها هي القياس؟!. إن وحدة العبادات فيها وحدة المشاعر، ووحدة المشاعر توحهد الجوارح، والعالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه عالم عجيب، فهو وطن الخيرات، ووطن ثقافة السلام، ووطن التعاون، وإذا توحدت هذه المعطيات فإنها ستعود بالخير العميم على كل مسلم. ولقد فطن أعداء الأمة الإسلامية لكل ذلك، فعملوا على نهب خيراتها وتمزيق وحدتها وتفريق شؤونها، وتبديد أهدافها بالمؤامرات الإدارية وبالعدوان المسلح وبالتخطيط البغيض. فهؤلاء الأعداء لا يفترون ولا يهدأون، فلا يكاد يوجد بلد إسلامي بدأ يستعيد أنفاسه ويفكر في حاضره ومستقبله إلا وبدأت تثار هذه المشكلات. وللأسف فإن هذه القوى الاستعمارية العدوانية إنما تنفذ مخططاتها بيد أبناء الوطن المسلم لسبب يعرفه الجهلاء والعقلاء معاً؛ وهو تكريس البغضاء والكراهية داخل الشعب الواحد، مثلما يحدث في اليمن الواحد، لكأن اليمن أشبه بنعجة تحيط بها الكلاب البرية من الشمال والجنوب!!. إن وحدة المسلمين ضرورة شرعية وفريضة دينية، وللأسف فإن دولة إسلامية لم تعلن مبادرة لحسم هذه الفتنة في صعدة، ولا مؤشراتها في بعض محافظات الجنوب، مما يدل على أن الذين يذهبون إلى أن الوطن الإسلامي تنخر فيه الأدواء على كثير من الصحة. سعدت أن هناك عقلاء من أبناء اليمن، يقومون الآن بلم الشمل، ومداواة الجراح، وتفويت الفرصة على الذين يراهنون على تعميق الثأرات في مجتمعنا اليمني الذي هو مبني على ثقافة القبيلة ولمايزل للتخلف فيه ولاء وانتماء. وأحسب أن ما حصل فيه الكفاية، ويا دار ما دخلك شر، بل إن وطناً يقوده رجل حكيم بزعامة علي عبدالله صالح لن تكون أوضاعه إلا بخير. فلقد عوّدنا الرئيس وهو خارج إطار الرئاسة عادات حسنة منها التسامح والعفو وتهدئة النفوس والصفح عن المذنب. فهو من أقيال اليمن وسادات العرب، مع أنه القادر على البطش والصادع بالقوة، وكم من والد توعد ابنه العاق، فسبقت رحمته قبل عذابه. وطن اليمن، وطن الوحدة والمشاعر الواحدة، ورمضان شهر الرحمة والتسامح، فليبادر العاقون إلى أسباب الرضا، وإلا فالعقاب وخيم. وليحفظ الله المسلمين من كل شر.