قبل البدء يبدو لي أن ما جاء في مقابلة الشيخ الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري في صحيفة «الجمهور» العدد (72) 29/8/2009م: (من يستخدم الدين لأهداف سياسية لص وواجب الدولة أن تحرس الدين بالقضاء العادل ومن تطاول عليه يحاكم) . (المسألة ليست ثورة ضد ظلم وإنما هم يريدون الثروة والجاه والسلطة ولا علاقة للمذهب الزيدي بذلك). ( انا مسلم أوالي من والى الله في شرق الدنيا أو غربها لكن الولاء السياسي يفترض أن يكون للحاكم في بلدي) . ( مخابرات عربية وباكستانية وغربية سربت المذهب الشيعي الإثنا عشري إلى اليمن). وقبل البدء أيضاً فإنني أجزم أن كل إنسان سوي وكل يمني مسلم مؤمن ، كل شريف عاقل كل نبيل يحترم نفسه ويحب وطنه ، كل صادق ومخلص وعاقل لا يتمنى بل يؤلمه إراقة ليس الدماء بل قطرة الدم الواحدة كل إنسان يؤلمه ما يجري هناك في جبال وسهول ووديان وقيعان صعدة ، وعمران ولكن سنتألم أكثر إذا لم نحافظ على بلدنا دولة جمهورية دستورية ديمقراطية ترفض التمذهب والمناطقية والسلالية والعرقية. إن كل من يفكر تفكيراً مستقبلياً ويتأمل مستشرفاً الغد من معطيات التاريخ واللحظة الراهنة لن يؤيد التمرد والعصيان المسلح بأي حال من الأحوال ، لن يصمت على الفتنة المنطلقة من تصورات غير وطنية ولا يهمها مصالح الناس لا هنا ولا هناك ولكن يهمها مصالحها الشخصية وبأنانية ضيقة كما ذكر الشيخ المحطوري وكذا الأستاذ محمد عزان مؤسس حركة الشباب المؤمن في مقابلته مع الأروع الصرمي. إن التمترس خلف المصالح الشخصية الضيقة والأنانية هي ما سيغرق السفينة وما سيؤدي بنا إلى المجهول بحسب المفكر اليمني سيف العسلي ( الثورة السبت 8 رمضان 2009م) إننا جميعاً على ظهر سفينة واحدة ، هذه البلاد هي بلاد الجميع .. هذا الوطن هو وطن الجميع .. . وعلينا أن نتنادى للإنقاذ لا إلى إغراق السفينة .. علينا أن ننطلق من أخلاق ومبادئ وجوهر الإسلام وحضارته .. علينا أن نرى في الاتفاق منطلقات وهاديات وعلامات إرشاد إلى المستقبل إلى الغدومن الاختلاف تنوعاً وخصوبة .. في بلادنا من المشكلات والهموم والآلآم ما يجعلنا في غنى عن مصائب ومشاكل وكوارث جديدة .. وإلا فلننتظر الطوفان .. والطوفان وغرق السفينة لن يكون لفئة أو جماعة دون أخرى وإنما سيكون على الجميع .. وهنا يكون المنكر الذي ينبغي محاربته .. وهنا تأتي أهمية المعروف الذي ننشده وإلا لن يكون الإيمان ولا الأمان ولا الاستقرار ولا التقدم ولا الارتقاء ولا الرقي والغد الجميل والمشرق الذي نبتغيه جميعاً أو هكذا يجب أن يكون. إن التمصلح والتخندق سيضيّع الجميع الفقراء والأغنياء الحكام والمحكومين العقلاء والسفهاء المستعجلين والحكماء .. أبناء المشائخ والمهمشين .. أصحاب الأصول والدماء النقية وابناء الذوات ومن لا مكان لهم ولا مكانة.. كلنا سنفقد الأمان .. والطمأنينة والسكينة والاستقرار .. وإذا فقد الأمن والاستقرار فكيف سنفكر بتحرر وحرية ونهضة واستقرار واستشراف للغد ، وتأسيساً على ما سبق وعليه فإنني أرجو.. أتمنى من ساداتنا وكبرائنا أن يقودونا إلى الطريق المستقيم .. أن يرشدونا إلى الهدى .. أن ينأوا بأنفسهم وبنا عن المهلكات وأن يكونوا أدلة لنا للسير في طريق الهدى والفلاح والنجاح .. أتمنى على الجميع أرجو من الجميع .. أن يستشعروا المسئولية الاجتماعية والأخلاقية وخطورة ما نحن عليه الآن في بلد الإيمان والحكمة وأن يكون الغد الجميل والوطن الناهض هو ما نصبو إليه وما نحلم به .. يا سادتي وسيداتي وأهل وطني أخاطب فيكم العقل ، واستنهض فيكم الحكمة واذكركم بالمصلحة الجمعية الفضلى وارفع صوتي منادياً الجميع أيها الناس إن الوطن كالضنى غالٍ غالٍ غالٍ وأي حلم لنا أو ولد او أسرة أو عائلة أو طموح إن لم يكن هناك وطن وأنّى لنا بوطن إن لم يكن هناك أمان وأمن واستقرار ، وكيف لنا بتنمية ونهوض إن لم يكن هناك عدالة ومساواة واخلاص. (أعرف وأعي وأدرك أنني اكتب بلغة عاطفية انفعالية ، ولكن ما أعرفه وأُشهد الله عليه والله فقط أني صادق مع ذاتي ومع أهلي وناسي في الوطن الذي أطمح ونطمح جميعاً أن يكون في العلياء) وإذا حاولت الانتقال إلى بنود المبادرة فإني أزعم أنه في الحوار والمناقشة نحتاج إلى العقلنة والمنهجية ، وأنا في الجزء الماضي وهذا الجزء من الملاحظات لا أناقش أشخاصاً أو ذوات ولكني أبدي ملاحظات على نص أو فقرات ، نحن بالفم المليان لسنا ضد أسرة كريمة ، ويكفي أن من ينتمي - حقيقة - لآل البيت يكفيه أن نصلي عليه أكثر من خمسين مرة في اليوم والليلة ( اللهم صلي على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد) في الفروض ناهيك في صلواتنا في السنن والنوافل .. من يكره الصالحين والصادقين والأتقياء والزاهدين والعلماء العاملين الناصحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ملعون فكيف بالصالحين والأتقياء والزاهدين والعلماء العاملين من أسرة أطهر خلق الله لكن الفعل هو المعيار.. هكذا أفهم الدين وهكذا أفهم مفهوم آل اليت (أثناء حرب 2006م والعدوان اليهودي على لبنان ، كتبت مقالاً بعنوان: حسن نصر الله عليه الصلاة والسلام ، وآخر: نصرُ من الله) كنت أتحدث عن أفعال عن سلوكات عن أداءات وإنجازات ميدانية لصالح الامة وكرامتها وشرفها، جهاد، مقاومة ليهود وحينها قال لي بعض الأعزاء أخوة وزملاء واصدقاء أتقي الله ولا تثني على اثنا عشري بهذا الشكل: قلت حسن نصر الله مجاهد ، وقتال إسرائيل جهاد ولا جهاد سواه لكن أن يكون الجهاد في مران وحيدان والنقعة والطلح وحرف سفيان فلا حسن نصر الله ولا الحوثي ولا أحد يستحق الثناء أو الترضية ناهيك عن الصلاة والسلام وهنا يكون القول غير القول .. وبالله عليكم جهاد ضد من ، لمصلحة من هذه الدماء التي تسيل أنهاراً ؟ من المستفيد؟ وهنا أنادي العقلاء والصادقين والشرفاء ولا أخاطب تجار الحروب والمرتزقة إن الجهاد هناك في بنت جبيل ، وغزة ويافا وحيفا والجليل هناك في أطهر بقاع الله المدنسّة من اليهود ، هناك فلتسقط إسرائيل هناك وليس بين المعدمين والفقراء ليس بين رمان صعجة ومزارعه وبساتينه ولنعد مرة ثانية إلى الحوار وكما قلت وأذكّر به هنا ، فإنني أبدي ملاحظاتي على نصوص لها ارتباط بالواقع والوقائع ، وأتمنى راجياً انضاج الموضوع علنا نهتدي إلى سواء السبيل . الفقرة الخامسة أو البند الخامس : ( يتم سحب جميع الآليات العسكرية الثقيلة إلى منطقتي النقعة ومطرة .. ثم يتم تشكيل لجنة محايدة لحصر تلك الآليات ومن ثم تسليمها إلى الدولة وعلى مرحلتين)أ.ه ألم أقل لكم إن وراء الأكمة ما وراءها وإلا ما معنى ذلك .. إذا اعتبرنا البند او الشرط أو الإملاء ( نصاً ) واستخدمنا أسلوب النقد الأدبي الحديث وقرأناه قراءة تفكيكية وبنيوية واستخدمنا أسلوب تشريح النص فإلى ماذا سنصل أتمنى على أهل البلاغة والأدب والقانون والفقة والشريعة أن يقرأوا النص ولكن إلى ذلك الحين لنتأمل البنود ونحاورها . يتم سحب.. .. ..منطقتي مطرة والنقعة . كما ذكرنا في الجزء الأول أنهم يملون شروطاً وكأنهم واثقون من قبولها. وفي الوقت نفسه يعطون لمنطقتي مطرة والنقعة أهمية استراتيجية منقطعة النظير وقدسية نجهل أو على الأقل أنا أجهل مغزاها ففي البند الرابع اشترطوا بقاء النقعة ومطرة ثلاث سنوات قبل أن تعود إلى الدولة ومن يقول إنها ستعود إذا كان فيها السلاح والعتاد والمؤن ومنها ينطلق الحوار ومن يقول إنها ستعود إلا بعد كسر معنويات الجيش وتنكيس أعلام الجمهورية وفي النقعة ومطرة ( بالذات) ويستدركون ب(ثم) ثم ماذا ؟ ياساتر من ثم !!! ( ثم تشكيل لجنة محايدة لحصر .. ) أين الدولة أيها السادة الفضلاء أين القانون أين النظام أين الدستور ثم .. وثم تلك أو هذه أفرغت (مفهوم الدولة) من محتواه لا دولة طالما سيكون هناك لجنة محايدة ومن أين وممن تتكون هذه اللجنة المحايدة؟ ولم اللجنة المحايدة.. الله المستعان سادتي الأعزاء أين مفهوم الانتماء للوطن للنظام للدولة للبلد ولمَ لجنة محايدة تسلمها للدولة ؟ وهل هذه اللجنة أجنبية أو وطنية أو مدنية أو عسكرية أو سوداء أو بيضاء أو حمراء أم بلا لون ولا طعم ولا رائحة من العسكر من المدنيين ،هذه اللجنة من الكبار من الصغار من العلماء .. من المشايخ من السود من البيض من السادة.. من العبيد من الجمهوريين ..من الملكيين من المرتزقة، من قطّاع الطرق من الشرفاء .. من الأنذال من الوحدويين ..من الانفصاليين من ايران من جامعة الدول العربية من الإتحاد الإفريقي من مجلس الأمن أم من التيار الثالث . لماذا الإصرار على إنهاء الدولة والسلطة والحكومة والنظام وتأتي «ثم» أخرى اللهم إني أعوذ بك من ثم ( ومن ثم تسليمها إلى الدولة وعلى مرحلتين) ولمَ على مرحلتين لا أطيل والرأي لكم والمعنى ضمير مستتر لا يعرفه إلا أهل المبادرة وحسبنا الله ونعم الوكيل . سادساً: البند السادس:( يتم إطلاق المساجين على ذمة الحرب وعدم المضايقة أو المساءلة لهم مستقبلاً .. وكذلك المنتمين لجماعة الحوثي ومعاملتهم كبقية المواطنين اليمنيين) إذا بدأنا في قراءة البند قراءة معكوسة أي من الأخير إلى الأول أو من الأسفل إلى الأعلى فماذا سنجد ؟ نجد ما يأتي: (معاملتهم كبقية المواطنيين اليمنيين) والسؤال هنا هل عوملوا غير معاملة المواطنين اليمنيين وهل اعتقالهم كان بسبب الانتماء إلى اليمن .. إلى آل البيت أم بسبب الضلوع في الحرب سواءً بحمل السلاح أو المناصرة أو توزيع المنشورات والمطبوعات الداعية لمقاومة الدولة والحث على التمرد. ونقول هنا: نريد تطبيق النظام والقانون والمواطنة المتساوية لكل الناس بغض النظر عن أي إعتبارات أخرى وكنت آمل من الأعزاء أصحاب المبادرة أن يدعوا لحرية الجميع والعدالة للجميع والمساواة بين الجميع لكن لنتأمل الفقرة التي سبقت ذلك (يتم إطلاق المساجين على ذمة الحرب وعدم المضايقة أو المساءلة لهم مستقبلاً وكذلك المنتمين لجماعة الحوثي) وهنا أكرر ما قلته سابقاً اليس ذلك إفراغاً لمفهوم الدولة من محتواه ، كيف بنا إذا قُبلت (بضم القاف) هذه المبادرة وتم توقيع الاطراف عليها (يا سبحان الله دولة ومتمردين يصبحون أطرافاً) متساوين ستصبح ملزمة أي هذه البنود أليس كذلك ؟!!! هذا البند ملغم ، مفخخ ، أوله يتفق مع آخره . في بداية البند مطالبة بتمييز وتمييز للحوثيين ومؤيديهم ثم وهنا مربط الفرس وليس أكثر من ذر الرماد في العيون والتحذلق والضحك على الذقون وقراءة الواقع قراءة براجماتية وخلاصة القول أحيل المهتم الجاد إلى قراءة البند قراءة موضوعية تحليلية ناقدة قراءة نبيلة غرضها القراءة بانفتاح ووعي وإدراك واستدراك .