ليس أمامي إلا أن أؤكد اعتزازي الشديد للتفاعل الذي يبديه كثير من القراء.. وللحرص الذي يقود عدداً منهم إلى أن يبدي رأيه ويرسل تعليقه أو يؤكد رضاه.. أو سخطه.. فكل ذلك يشكل إحساساً جميلاً يدفع الكاتب أو الصحفي إلى أن يستمر في الكتابة.. وفي التطرق إلى القضايا المهمة.. باعتبار أننا تعودنا على أن آذان المختصين والمسؤولين لا تسمع.. وأعينهم لا تقرأ.. وإن قرأت.. لا تستوعب.. وإن استوعبت.. لا تتفاعل.. وإن تفاعلت أبدت الزعل والحنق ولا تعفي أصحابها من الشكوى.. مع أن الشكوى إلى غير الله مذلة! وليس أجمل من أن تواجه مسؤولين لا يتحرجون.. ولا يبالون.. سوى أن تأتيك رسالة قارئ عبر الايميل أو الموبايل أو الفاكس أو البريد.. يؤكد فيها ارتياحه.. ويقول: ما قصرتم. وليعذرني كثير من القراء الذين لا أرد على رسائلهم هنا في هذه الزاوية كل أسبوع.. وأهتم كثيراً بأخذ ما تعنيه سواء كانت إشادة أو تتبنى قضية ما أو مشكلة أو ظاهرة.. أو عتاباً. وللقارئ العزيز سلمان طه أؤكد لك أن الأمر ليس كما ذهبت إليه.. تعالٍ.. أو تجاهل.. أو عدم إحساس بالقارئ.. ليس ذلك أبداً.. فرسالتك ورسائل كثير من القراء هي التي تحيي فيني وفي غيري القدرة على استمرار الكتابة.. ولولاها لأرهقنا زمن (الدعممة) واللامبالاة.. فهي الزاد الذي يمنحنا الطاقة لأن نواصل مهما كانت المتاعب.. والأشواك ومهما أصروا على أن يزعلوا بدلاً عن أن يتفهموا! ولا أعتقد أن من الصعب تناول ما جاء في رسائل القراء (المقتضبة) في نهاية كل عمود.. ولكني أفضل الرد على ما جاء في الإيميل مباشرة أو تناول القضية نفسها. وما يخص ما ذكرته القارئة سلوى محمد حول مظاهر الفساد التي تنتشر في كثير من مكاتب الحكومة بالمحافظة تعز.. بالتأكيد أن ذلك لا تسلم منه محافظة.. والأمر المهم أن يستوعب أولي الشأن في مكاتب التربية والخدمة المدنية وغيرها من المكاتب المرتبطة بمعاملات وشئون وأحوال الناس أهمية أن يكونوا عند مستوى المسئولية.. لا عند مستوى (العراقيل) أو حسبة الاستثمار في ما سيعود من وراء ذلك! وما قالته عن كثير من الصعوبات والعراقيل التي تواجه من تبحث عن الوظيفة.. أو (المعلمة) في بعض مكاتب التربية.. أو الخدمة.. يجب أن يقف عنده المسؤولون عن تلك المكاتب.. حتى لا تتوسع المظالم.. وتستمر المعاناة.. ويزيد الطين بله.. ثم نسأل بعد ذلك: لماذا تلك الكلمات.. ولماذا كل ذلك السخط..؟ والسبب متوفر وبكمية عند مدراء.. أو مختصين يشوهون الوظيفة العامة.. ويلحقون بالناس الضرر! ولن أنسى معاناة جميع من يسكن تعز من الانطفاءات المتكررة ولساعات طويلة.. بعد أن تحسن الأمر في محافظات كثيرة.. واستمر في تعز يشدنا إلى أن نسأل: لماذا تستمر المعاناة وإلى متى.. ومن المسئول..؟ هذا إذا لم يكن عند العزيز عبدالسلام معياد جواب (شافي)!! وسؤال آخر يقول: أين دور الجهات المختصة عن الصحة في تعز في مواجهة حمى الضنك التي بدأت تنتشر.. وتنقلها البعوض أو ما يسمونه (النامس)!! وعن الماء.. لا أعتقد أن حاله يرضي أحداً.. كونه الضيف الذي يطول غيابه .. ولا يأتي إلا بحسبة الشهور!! وللقراء الأعزاء.. أنتم رأس مالنا.. ويكفي!