في يقيني أن محتوى عشر صحف مشغولة بالسياسة ومكايدات قادة الأحزاب ومناكفات صراع المصالح لا يساوي عمود حبر في صفحة تحقيق يطرح قضية مجتمعية أو موضوعاً خدمياً أو يلفت إلى خطر ينال من حياة تلميذة في مدرسة تقود طلابها إلى الوقوع في أخطار صحية لخطر إنفلونزا الخنازير وأمراض أخرى كثيرة تنتقل بالعدوى.. } قاتل الله السياسة عندما تقود صحيفة بل صحفاً وصحفيين إلى تجاهل كثير من القضايا المجتمعية الحيوية والبقاء داخل شرنقة الكيد الحزبي، وكأن مشاكل أهل اليمن كلها لا تتجاوز الشأن السياسي.. } مثل هذا الحال من الأداء الصحفي مرهون لأمزجة سياسيين معجونين بالكيد وتسجيل الأهداف الحزبية دونما التفات للدور المهني الأصيل المتمثل في كون الصحفي هو ضمير مجتمعه.. وليس المجتمع، كما أنهم مجرد خارطة سياسية مفخخة بالكيد والنفخ في الفتن.. وإنما هموم وأوجاع وتطلعات جديرة باهتمام الجميع دون استثناء.. } مثل هؤلاء يجهلون أن للمجتمع عليهم حقاً في مناقشة قضاياه وتسليط الأضواء على همومه وفقاً لقاعدة استعراض الكائن والتأكيد على ما يجب أن يكون.. ولا يمنع أن تكون قضايا السياسة والأحزاب وخلافات من يعارض مع من يحكم في الصدارة لا أن تكون هي كل شيء في البدء والاستمرار والختام.. } وكأنه ليس في وارد تفكير هذه البلاد وأهلها إلا السياسة وشطحات واحتقانات السياسيين..