الحاجة دفعت عدداً من النساء المحجبات إلى مزاولة بيع القات كمهنة ، أُجبرن على الخروج من بيوتهن لطلب الرزق الحلال كما قالت إحداهُن وكنت مستمعاً لذلك القول الموجه لأحد الواقفين أمامها وبيده منديل -كما يسمى- من القات بدون أغصان. وقالت له: أتركني وشأني ولا تشترِ مني إذا شئت، واسأل النساء اللائي تعلمن السرقة والشعوذة والسلوك الشاذ والشحت الذي أصبح منتشراً بين المجتمع خاصة في المدن، أما إذا كنت تسألني لماذا اخترقت هذا المدخل إلى زقاق مزدحم بالناس فهناك كثيرون غيري من الرجال ونساء الجبل قد اتخذوا لهم أماكن جديدة لبيع القات والموالعة يفضلونها على الذهاب إلى أسواق القات المخصصة ومنهم من يحولون أحواض سياراتهم المكشوفة إلى محل يلتف حوله الناس ويتسابقون إلى ايجاد موطئ قدم لهم من كل الجوانب وبعضهم كما سمعت ، تقول المقوّتة: يحظون بالموافقة من بعض الجهات تلبية لمطالبات الموالعة. والحقيقة أن بيع القات أصبح منتشراً إذ لم يعدم من يحتجون على معارضيهم بأنهم عاطلون عن العمل ونساء مات أزواجهن أو انفصلن عنهم من طرف واحد لعدم قدرة الأزواج على مجابهة الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار وغياب الرعاية لكن معظم الأسر المستحقة تسلط غير المستحقين على الجهات المكلفة بتنفيذ سياسة الدولة في حصر وتسجيل الفقراء والعاجزين والأيتام والأرامل في كل سنة جديدة لإضافتهم إلى من سبقوهم وعدم استقبال الطلبات غير المستحقة. ومن الناس من يعارض بل ينتقد عودة ممارسة بيع القات بهذه الطريقة الجديدة إلا أنه وأمام الحجج التي يتذرع بها أمثال تلك المرأة التي لا يظهر من جسمها شيء بما في ذلك يداها المخبأتان داخل قفاز أسود للدلالة على حشمتها. وهذه ليست دعوة أو ترويجًا لفكرة تشجيع النساء على هذا النوع من البحث عن مصدر للعيش وحفظ كرامتهن ومن يعلن ومن التذلل والتسوّل في كل شارع أو مكان عام، وألا يفقد الرجال وظيفتهم التي اضطروا إليها لانسداد الطرق أمامهم، وإن كانوا يخافون من تفضيل شراء القات أو الفواكه والخضروات وحتى المطاعم والبوفيهات، لأنهن وبغض النظر عن عفة وقوة أكثريتهن، وهذه ليست مقارنة تعني أن كل امرأة تنحو هذا المنحى قد تضعف أمام الإغراءات والغرائز، وترغب في تنويع مصادر الدخل أو الرزق كما سمّته تلك المرأة.