المبالغة في الحديث عن عناصر القاعدة في اليمن له وجهان، فبعض المبالغين يظهرون حالة القلق، ويبدون المخاوف من عناصر الإرهاب في قاعدة الإرهاب. وهذا القلق والمخاوف تعبّر عن عمق التقدير الإنساني تجاه اليمن، ومصدر كل ذلك هو حب اليمن، وإيمان هذا البعض بأهمية بقاء اليمن خالياً من الإرهاب، على اعتبار أن اليمن أصبحت بعد إعادة الوحدة في 22 مايو 1990م قبلة العالم سياحياً واقتصادياً. وهذا هو الوجه المشرق والإنساني، وليس لدينا مانع من إظهاره والتعامل معه بجدية والبحث في أسباب الإرهاب ومعالجة تلك الأسباب ومساعدة اليمن في القضاء عليه من جذوره. والعمل مع اليمن عبر المؤتمرات الدولية التي تهدف إلى تعزيز قدرة الدولة اليمنية، وإيجاد الموارد المالية التي تعين الجمهورية اليمنية على مواجهة تلك الأخطار. غير أن البعض الآخر من المبالغين يضمرون الشر لليمن الأرض والإنسان والدولة، وغالباً فإن هؤلاء البعض يدركون أن اليمن قادرة على مواجهة التحديات الإرهابية. ونستطيع القول إن اليمن من خلال العمليات الأمنية التي نفذتها أجهزة الدولة المعنية قد أفشلت العديد من العمليات الإرهابية، وحالت دون وقوع الكوارث الإرهابية جراء تلك العمليات التي كانت العناصر الإرهابية تخطط لتنفيذها. بل إن هذا البعض من المبالغين لا تتوفر لديهم حسن النية تجاه اليمن، فيستغل مثل هذه الظروف ويعمل على تضخيمها بهدف الإساءة إلى اليمن. وغالباً ما يطرح في تهويله الإعلامي مصطلحات تشير بخبث إلى اتهام الجمهورية اليمنية بالتقصير في مواجهة تحديات الإرهاب. ويتناسى هذا البعض المبالغ أن الجمهورية اليمنية أولى دول العالم تصدياً للإرهاب، وأنها أول من حذر من خطورة الإرهاب، ونفذت اليمن عمليات نوعية ضد الإرهاب من وقت مبكر. وهؤلاء المبالغون يدركون الحقيقة ولكنهم بمبالغتهم هذه يظهرون الوجه القبيح تجاه اليمن أرضاً وإنساناً ودولة. ولئن كان البعض المبالغ الذي يضمر الشر لليمن فإننا نقول إن الجمهورية اليمنية قادرة على المواجهة، وإن أبناء اليمن يدركون الحقيقة، ولن يقبلوا بأي انتقاص في دولتهم. وعلى تلك الأبواق الإعلامية أن تحترم مهنة العمل الإعلامي وتطرح الحقيقة كما هي دون مبالغة أو محاولة استعداء الآخرين. ونقدّر عالياً كل من يقول الحقيقة، ونعتز بمواقف الأشقاء والأصدقاء المؤيدة والمساندة للإجراءات الحكومية التي تنفذها اليمن في سبيل مواجهة كل التحديات.