تصاعدة الحملة الشرسة التي تشنها وسائل اعلام بريطانية وغربية وبعض الفضائيات والصحف العربية ضد اليمن لا سيما مع اعلان السفارتين الامريكية والبريطانية إغلاقهما يوم أمس الأول لمخاوف من القاعدة ، وبوصف اليمن افغانستان أخرى وتكريس صورة من مناخ ألا امن وإلا استقرار والانهيار لصالح حلول الأقلمة بدفع من جبهة طهران في الخليج لوقف قتال المتمردين الحوثيين نظرا لتبعات القاعدة، وتدويل بدفع من جبهة امريكا وبريطانيا لحرب الإرهاب باليمن غير الواضحة معالمه . وقالت صنعاء ان تلك التناولات أسهمت بقصد أو بدون قصد في تكوين صورة مغلوطة ومشوشة عن المناخ الأمني في اليمن بما فيها وسائل اعلام الدول التي عمدت سفاراتهم إلى اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية ، واصفة ذلك بضجة مفتعلة بعضها مرتبط بالأسباب الخاصة لمفتعليها. وردت الولايات المتحدة الأمريكية على الانزعاج اليمني بإعلان فتح أبوابها اليوم الثلاثاء ، حسبما ادلى به مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية . وجاء في هجوم شنته افتتاحية الثورة الرسمية الثلاثاء أن عدداً من وسائل الإعلام العربية والدولية قد بالغت في تناولاتها عن الأوضاع اليمنية وأسهمت في تكوين صورة مغلوطة ومشوشة عن المناخ الأمني في اليمن، الذي نجده اليوم في أحسن حالاته. ومضت تقول "يعلم هؤلاء جميعاً أن الأمن والاستقرار الذي تعيشه العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية، بل ومعظم محافظات ومديريات اليمن هو أمر لا تتمتع به كثير من العواصم والبلدان الأخرى، وإذا كان هناك حالات استثنائية في هذا الجانب، فهي تظل محصورة في عدد قليل من مديريات محافظة صعدة التي تجري فيها المواجهات مع عناصر الفتنة والتمرد التي صارت مطوقة في مربعات محدودة في هذه المحافظة، أما بالنسبة للعناصر الإرهابية المتطرفة في تنظيم القاعدة أو غيرهم من الخارجين على النظام والقانون فإنهم يختبئون في بعض الكهوف والمناطق النائية ويجري مطاردتهم من أجهزة الأمن وضرب أوكارهم والقبض عليهم، ولم يعودوا يشكلون أي تهديد، خاصة بعد العمليات الاستباقية الناجحة، التي شكلت ضربة موجعة قصمت ظهر عناصر هذا التنظيم الإرهابي وهو ما بدت نتائجه في تساقط أفرادها بيد الأجهزة الأمنية الواحد بعد الآخر، مما يؤكد أن عناصر القاعدة في اليمن في حالة احتضار". وعبرت افتتاحية الصحيفة عن الاسف "أن تنغمس بعض وسائل الإعلام في أسلوب الإثارة والتضخيم والصخب الإعلامي الذي أقل ما يوصف به أنه ضجة مفتعلة بعضها مرتبط بالأسباب الخاصة لمفتعليها الذين لا يستندون إلى أية معطيات حقيقية أو وقائع صحيحة يبررون بها ذلك الاندفاع الذي أثار غضب معظم اليمنيين". مؤكدة بان اليمنيين تعززت لديهم القناعة بالدور الذي تؤديه بعض تلك الوسائل، والتي قالت أنها "تحركه نوايا مغرضة أو أهداف مشبوهة لإدراك الجميع أن المعركة التي تخوضها اليمن، في السابق واللاحق، أملتها ضرورات وطنية لحماية أمنها واستقرارها واقتصادها من تهديدات آفة الإرهاب الخبيثة وعناصرها المتطرفة التي ترى أن العالم كله على ضلال. ولفتت إلى مواجهة حالة الترحال التي تقوم بها عناصر القاعدة بين الأقطار عبر التسلل من قطر إلى آخر بحثاً عن مأوى لا تقع على عاتق بلد بعينه بل أن ذلك يقتضي تعاوناً بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية من خلال تبادل المعلومات والتصدي الجماعي لهذا الخطر الذي يتهدد الأمن والسلم العالمي ولا يستثني أحداً . ونوهت افتتاحية الثورة الى ان هذا الصخب غير المبرر وإثارة المخاوف ليس بوسعه أن تزايد على اليمن، أو تتنكر لدورها في مكافحة الإرهاب، خاصة وأنها تعلم أن اليمن كانت السباقة في إفشال الكثير من المخططات الإرهابية التي لا تستهدفها وحدها، وإنما تستهدف دول المنطقة عموماً، إن لم يكن المجتمع الإنساني برمته. وأكدت أن الشعب اليمني وأجهزته الأمنية وكما أفشلت في الماضي الكثير من المخططات الإجرامية للإرهابيين فإنها اليوم أكثر تصميماً وعزماً على التصدي لهؤلاء القتلة ومن لف لفهم وإحباط مخططاتهم وأهدافهم الخبيثة، وإلحاق الهزيمة بهم وتخليص الوطن والأمن والسلم الإقليمي من شرورهم. واختتمت تقول "على تلك المنابر الإعلامية الصاخبة بالضجيج والإدعاءات الكاذبة والزيف الفاضح أو الجهل بحقائق الأوضاع في اليمن، الذي جابه في الماضي الكثير من التحديات وتغلب عليها وانتصر فيها بإمكانات وعلاقات إقليمية ودولية أقل مما هي متاحة الآن، أن تعي وتستوعب جيداً أن اليمن بخير وأمنه مستتب واستقراره يتعزز باستمرار تحرسه أجهزة أمنية كفؤة". وكانت وزارة الداخلية اليمنية اكدت أنها شددت من إجراءاتها الأمنية الاحترازية لحماية السفارات الأجنبية وأماكن تواجد الأجانب وإقامتهم، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ." وقال مصدر مسؤول في الوزارة للوكالة: "إن الحمايات الأمنية للسفارات جرى إعدادها وتدريبها على نحو ممتاز وعلى مستوى عال من المهنية." وأكد المصدر أن الخدمات الأمنية المكلفة بحماية السفارات قادرة على القيام بمهامها الأمنية على أكمل وجه، وعلى يقضه عالية واستعداد دائم للتعامل مع مختلف التوقعات والاحتمالات. وأعاد المصدر إلى الأذهان تصدي رجال الأمن اليمنيين للهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في السابع عشر من سبتمبر/أيلول عام 2008. وتابع قائلاً: "إن وزارة الداخلية تؤكد بأن جميع السفارات والبعثات الدبلوماسية والشركات الأجنبية أمنة وليس هناك ما يخشى عليها من أي تهديد حقيقي أو تعرضها لعمليات إرهابية." وأكد مرة أخرى على أن الأمن في اليمن مستتب ومستقر، وأنه ليس هناك من خشية على حياة أي أجنبي أو سفارة أجنبية في بلاده.. وأعلن المصدر أنه تم خلال الأيام القليلة الماضية تم ضبط 5 من "العناصر الإرهابية في كل من محافظتي صنعاء والحديدة وأمانة العاصمة، إضافة إلى قتل 2 من الإرهابيين الاثنين بمنطقة أرحب بمحافظة صنعاء".. مشدداً أن هذه العمليات الأمنية ستستمر إلي أن يتم "اجتثاث الإرهاب والعناصر الإرهابية" من اليمن.