يظل تأمين المياه الاقليمية اليمنية من القرصنة الصومالية هاجساً أمنياً بعد ان سادت الفوضى وانبعث القراصنة من مقابر العصور الوسطى إلى واجهة الحياة اليومية ودخول منعطف الإرهاب في المعادلة مع استمرار دوامة العنف في منطقة القرن الأفريقي الأمر الذي أفرز قُطّاع الطرق البحرية كظاهرة استفحل خطرها وباتت تهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية على المستوى الدولي. وأمام تلك الأحداث هناك تساؤل يفرض نفسه بقوة في ظل القرصنة الصومالية بخليج عدن: كيف لهؤلاء «الورية» من قطّاع الطرق ان يصلوا إلى سفننا بكل يسر وسهولة؟ لن نقول: انهم يمتلكون اقماراً اصناعية قادرة على رصد حركات الناقلات التجارية من وإلى خليج عدن ولكن سأجزم انهم يتلقون معلوماتهم وحسب ظني من الداخل.. ففي عدن وصنعاء وحضرموت والحديدة صوماليون كثر.. الداخلون إلى بلادنا بطرق غير شرعية فاقوا من استضفناهم كلاجئين وصل قوامهم إلى «700» ألف لاجئ ،إيماناً بدور اليمن الانساني تجاه اشقائنا الذين لم يجدوا سوى بلادنا ملاذاً لهم من ويلات الحرب الطاحنة. الصوماليون بكثرتهم مثل الهم على القلب لدرجة أن أحياء تسمى بأسمائهم وإذا ما نظرنا للاعمال التي يقومون بها سنجدها لا تغني ولا تسمن من جوع فكيف استطاعوا ان يعيشوا في بلادنا التي تشكو من الفقر؟ ألا يدعو هذا إلى أن نضع علامة استفهام حولهم وبالذات غير الشرعيين لمعرفة مدى علاقتهم بقراصنة البحر علّنا نتوصل إلى نتيجة انهم قد يكونون الستالايتات البشرية التي تمد اقرانهم بمعلومات عن تحرك السفن التجارية سواء من ميناء المعلا أم الحديدة أم الشحر.. هذا إذا ما علمنا أن حمالين صوماليين يعملون في الموانئ اليمنية.. وهناك تقارير تؤكد مانزعم من ان القراصنة يقدّمون الرشاوى الباهظة لمسئولي ميناء «آيل» كي يسمحوا لهم باستخدام الميناء وموانئ أخرى لانطلاق عملياتهم واحضار السفن إليها يساعدهم في ذلك الجاليات الصومالية بتزويد القراصنة بالمعلومات بشأن السفن التي تبحر باتجاه عدن أو منها. قبل شهر تحركت سفينة «سقطرى 2» من عدن إلى سيئون محملة بمواد غذائية متجهة إلى جزيرة سقطرى وعلى متنها ستة أشخاص ومن ذلك اليوم وحتى الآن لا يعرف مصيرها وكأنها فص ملح وذاب.. أخبارهم مشفرة سوى تصريح يتيم من خفر السواحل عن احتمالية وقوعهم في قبضة القراصنة الصوماليين وان كنت اجزم بأن الاحتمال حقيقة. أخيراً أعلنت الأجهزة الأمنية بأنها ستضع الصوماليين والاثيوبيين غير الشرعيين تحت رقابة اجهزتها لرفع الضرر الذي قد يلحق بلادنا من هذا الدفق المخيف وقبل كل شيء علينا ان نضع حداً لهذا الزحف والذي اصبح علناً وفي وضح النهار.. لو سافر أحد من أبين في اتجاه عدن ومن ثم تعز لشاهد بعينيه افواجاً من الصوماليين وهم يسيرون مشياً على الاقدام متعدين النقاط وسيارات الانتشار الأمني فهل بعد هذا يمكن الحديث عن تهريب الصوماليين؟. ان القادمين بطرق غير شرعية يحملون الخطر الذي اذا ما تداركناه سيشكّل تهديداً على الأمن والسلم الاجتماعي ناهيك عن الامراض الخطيرة التي يحملونها معهم ولسنا ببعيدين عن حالات الوفاة التي حدثت في احد السجون المركزية عندما نقل صومالي الكوليرا إلى المساجين ليسقط أربعة منهم ولولم يتم تداركه للقي كل من كان وراء القضبان حتفهم وهذا يدق ناقوس الخطر ويضع الأجهزة الأمنية أمام اختبار صعب في مواجهة الخطر القادم من القرن الأفريقي والذي يبدو أنهم لايمارسون السرقة فحسب بل والقرصنة على سفننا من الداخل.