بصراحة ترددت كثيراً قبل كتابة هذا الموضوع لحساسيته، لكن الأمانة تحتم عليّّ أن أوصل رسالة إلى كل من يعنيه الأمر من كل مغترب يمني عانى الأمرّين إما من قلة الاهتمام الذي يواجهه كمغترب يمني أو من الابتزاز الذي يحصل في بعض الأوقات من قبل ضعاف النفوس من بعض الموظفين في بعض السفارات اليمنية بالخارج. فالسفارات والقنصليات والملحقيات وُجدت لتُخفف من معاناة المغتربين وتتحمل جزءاً من همومهم ومتاعبهم، لا أن تكون عائقاً أمام كل احتياجاتهم. فبالرغم من كل الإمكانيات التي تضعها الحكومة اليمنية لهذه السفارات والملحقيات إلا أن هناك قصوراً كبيراً في أداء هذه السفارات وملحقياتها. وهذا ما نلاحظه جميعاً عندما نحتاج إلى أي شيء من إحدى سفارات بلدنا في الخارج، واستياء كثير من المغتربين في بعض الدول الشقيقة والصديقة الذين أكدوا أن سفارات بلادنا ليس لها دور حقيقي في حل مشاكل المغتربين والاهتمام بهم. وحتى إن تدخل بعض موظفي السفارة في حل مشكلة ما هنا أو هناك زادت الأمور تعقيداً، فما الذي يحصل بالضبط، هل هو ضعف مؤهلات الموجودين في بعض السفارات هو السبب، أم أنهم يفتقدون إلى الدبلوماسية في إدارة الإشكالات وحلها إن وُجدت؟!. بصراحة الكثير من الأسئلة تطرح نفسها حول هذا الأمر، ولعلي أكون أكثر صراحة إن قلت إن وجود بعض هذه السفارات في بعض الدول أصبح مصدر قلق للمغتربين!!. فإذا كان أحد موظفي السفارة في إحدى الدول يرفض إضافة مولود يمني من أبوين يمنيين إلى جواز أمه، فما الداعي لوجود هذا الموظف؟!. وإذا كان هناك من يبتز المواطنين حتى في خارج الإطار الجغرافي لليمن رغم الرواتب والمميزات التي يحصلون عليها، فبصراحة وجود هؤلاء الموظفين يُسيء إلى اليمن ويضر بسمعته. فالمغترب اليمني لا يطلب من سفارة بلده الكثير، فأقل ما يمكن تقديمه له هو تسهيل إجراءات أية معاملة يحتاج إليها كتجديد جواز أو إضافة مولود أو عقد زواج أو غير ذلك من المعاملات التي يحتاج إليها. وهذه الأمور ليست من الصعوبة على الموظفين عملها دون عراقيل، فليس من الإنصاف أن يعاني المواطن اليمني مرارة الغربة، ويعاني أيضاً من سفارة بلده التي في بعض الأوقات لا تعلم حتى كم عدد المغتربين اليمنيين في الدولة التي تتواجد فيها ما يدل على عدم اهتمام هذه السفارة أو تلك برعاياها!!. لذلك ولكل ما سبق؛ أتمنى من كل الجهات المعنية العمل على اختيار الموظفين الأكفاء الذين يتمتعون بالسمعة الحسنة؛ ومن لديهم الحس الوطني، ومن يستطيعون غرس ثقافة حب الوطن والولاء له بين المغتربين، لا من يُسيئون إلى الوطن بتصرفاتهم، ويجعلون من المغتربين أعداء للوطن بسبب تصرفات لا مبررة. لأنه وبصراحة يوجد لدى المغترب اليمني دون غيره من الجنسيات الأخرى في العالم ولاء قوي لوطنه. لذلك يجب الحفاظ على هذا الأمر وعدم السماح لأي كان بالمساس به؛ كذلك يجب على المعنيين اختيار من لهم القدرة على إعطاء أفضل صورة لليمن في الخارج، وبخاصة في الملحقيات الثقافية لكثرة المشاكل التي تعودنا على سماعها في أكثر من بلد بسبب مستحقات الطلاب الدارسين التي يتم تأخيرها في معظم الأحيان دون وجود أسباب مقنعة لكل التأخيرات. كما هي دعوة إلى تدوير الوظائف في السفارات أسوة بالعديد من الدول التي توجد لها سفارات في بلدنا، ولنجعل من السفارات والملحقيات اليمنية في الخارج أنموذجاً حقيقياً يخدم الوطن والمواطن ويعمل على لم الشمل وتوحيد الكلمة.