منذ زمن بعيد وأنا أريد الحديث عن هذا الموضوع لما له من أهمية بالغة ، لكن الكثير من الكُتاب والصحفيين قد سبقوني في طرحه في أكثر من مكان وأكثر من مناسبة وأدلى كل برأيه فيه لكن دون جدوى.. هذا الموضوع الذي يهمنا جميعاً كمواطنين يمنيين وهو موضوع سفر أي مواطن يمني إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة سواءً للدراسة أو للسياحة أو للعلاج وطريقة التعامل التي يلقاها فور وصوله إلى مطار القاهرة .. فما يلقاه في مطار القاهرة من تعسفات ومضايقات قد تصل إلى الإهانات في بعض الأوقات من قبل جوازات المطار ليس لها مبرر على الإطلاق؛ بل ونعت أي طائرة تحمل على متنها ركاباً يمنيين بأنها طائرة العيانين على حد تعبيرهم ، فلم يشكُ من هذا الوضع شخصٌ أو شخصان ولم تكن هذه التعسفات حالات شاذة تحدث بين الحين والآخر بل قد أصبح أغلب اليمنيين يشكون هذا الوضع وأصبحت عادة يمتهنها ضباط وأفراد جوازات مطار القاهرة في مضايقة اليمنيين ، مع أن المواطن اليمني ليس مجبراً على السفر إلى مصر ولكن حب اليمنيين لجمهورية مصر العربية هو الذي يجعلهم يُفضِّلونها عن غيرها في العلاج والسياحة والدراسة. لكن ولأن الأمر زاد عن حده يجب أن تتدخل الحكومة اليمنية لوضع حد لهذا الأمر فلا يكفينا أن يبث الإعلام فقط كلمتي الشعبين الشقيقين فحسب ولكن نريد أن نرى واقعاً ملموساً يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ، فإما أن تُعاد للمواطن اليمني كرامته وإلا يجب أن تتخذ الحكومة قراراً بالتعامل بالمثل أو أن يترك اليمنيون السفر إلى جمهورية مصر ويتم الذهاب إلى الاردن أو سوريا أو السودان أو غير تلك من الدول الشقيقة ولن يخسر المواطن اليمني شيئاً . لقد قرأت موضوعاً في الأيام الماضية تحت عنوان (إحنا بتوع الترانزيت)!!، وأثار في نفسي الكثير من الحسرة والألم عن الوضع الذي وصلنا إليه وكيف يتجرأ مثل هؤلاء الضباط على التعامل مع اليمنيين بهذه الطريقة دون غيرهم من الناس ، مما جعلني بصراحة أتضامن مع كل مواطنٍ يمني فضلاً عن الأساتذة والصحفيين الذين يجب أن يتم التعامل معهم بطريقة أفضل من سواهم من عامة الناس ، فالكرة الآن في ملعب الحكومة اليمنية في اتخاذ قرار حاسم لكي لا تتكرر مثل هذه التعسفات ضدنا كمواطنين يمنيين ، لأن الأمر لم يعد يحتمل السكوت أكثر من ذلك . إن هذا الكلام ليس تحريضاً أو دعوةً إلى فتنة ولكن الحق يجب أن يُقال ، فمواقف الحكومة المصرية مع اليمن والأمة العربية على مدى التاريخ مواقف مشرفة، لكن ذلك لا يبرر لضابط أوفرد أن يحتقر أو يهين أي شخص ، لأنه ليس مسموحاً لأحد على وجه الأرض كائناً من كان إهانة كرامة أو تعسف مواطن يمني على الإطلاق لأنه لم يذهب إلى مصر للتسول أو غير ذلك لكنه ذهب ومعه ما يُغطي كل احتياجاته للعلاج أو السياحة أو الدراسة .. أملنا أن يتم الالتفات لهذا الأمر بصفة عاجلة لأن الأمر لا يحتمل تأخير اتخاذ القرار.