هكذا يظل المصرون على ارتكاب الأخطاء في حق الوطن ماضين في طريق لا موجّه لهم غير الشيطان وغوايته العدوانية ولا نهج لهم غير صب الزيت على النار واشعال الحرائق، ويبدو أن ما حدث في صعدة وما فعلوه من إذكاء لنار الفتنة لم يكفهم ولم يحقق رغبتهم في الانتقام من الوطن، فهاهم اليوم يهبون بكل ثقلهم لتغذية الصراعات في المحافظات الجنوبية بأسلوب يدركه المواطن البسيط ، فهم يؤيدون قاطع الطريق والمعتدي على الأعراض وناهب الممتلكات والمخرب والمدمر ويدينون الأجهزة الأمنية التي تقوم بواجبها لحماية الأمن والاستقرار. إن الحالة التي تعيشها أحزاب اللقاء المشترك من التناقض قد استعصت على المحللين النفسيين فتارة يطالبون الدولة بملاحقة القتلة وقطاع الطرق والمخربين ويقولون بالحرف الواحد في الفضائيات الخارجية إن الدولة فاشلة ولم تتحمل مسئولياتها الدستورية في ضبط المخربين وقطاع الطرق والقتلة، بل ويقولون أكثر من ذلك بأن القتلة وقطاع الطرق يسرحون ويمرحون دون أن تحرك الدولة ساكناً ،ولما أخذت الدولة على عاتقها القيام بالواجب الدستوري لضبط الأمن وحماية المواطن من أولئك القتلة والمخربين في بعض مديريات المحافظات الجنوبية ، ظهرت أحزاب اللقاء المشترك بصوت خبيث لا يعلم هدفه ومغزاه إلا القائمون على ذلك التكتل المشئوم، فبعد المطالبة والتشهير بالدولة واتهامها أنها غير قادرة على ملاحقة عناصر التخريب نجدهم اليوم يطالبون الدولة من جديد بوقف الحملات الأمنية المكلفة بملاحقة عناصر التخريب، بل وتدعو هذه الأحزاب إلى الاعتصام تضامناً مع عناصر الإرهاب والتخريب. فأي منطق تعيش عليه هذه الأحزاب؟ وما مدى خطورة نهجها المتقلب القائم على الأمزجة ذات الطباع المتغيرة لدى القائمين عليها؟ وحتى يعود لهذه الأحزاب رشدها وتثبت على مبدأ واحد؟ وهل كانت هذه الأحزاب تؤمن بما يؤمن به المتمرد الحوثي عندما تحولت إلى لسان حاله أم أنها وسيلة من وسائلها التي تستخدمها للوصول إلى السلطة وعندما فقدت تلك الوسيلة لتحقيق غايتها لجأت إلى الاستقواء بوسيلة شيطانية أخرى، وهل يدرك المغرر بهم ان تكتل اللقاء المشترك يمارس من خلالهم سياسة الابتزاز والانتهازية فمتى يعقل أولئك ويكفون عن إذكاء نار الفتنة ؟ نأمل أن يظهر صوت الوطن داخل أحزاب اللقاء المشترك بإذن الله.