دائماً ما تسمع أنها المدينة المغلقة التي لا يدخلها إلا الأوفياء.. الصداقة علاقة إنسانية من أسمى العلاقات التي أوجدها الله على هذه الأرض ليخص بها البشر إكراماً للعواطف التي تخالجهم .. حتى يعبروا عنها تعبيراً في محله قد يبحث شخص عن صديق يشاركه رحلة الحياة العمر كله بينما هو قريب جداً منه لكنه لا يراه قد يجد آخر صديق له من أول لحظة لكنه بغباء يبعده عنه، الصداقة تجربة لا تحتاج لشجاعة لكي نخوضها بل إلى العقل لنحتفظ بها بعيداً عن الخلافات لنصل إلى شط الحكمة، الصداقة ماسة نادرة تلمع إلى الأبد بسحر يلامس العقول الناضجة لتقدر ثمن ما وهبها الله من عاطفة، صديق يقف معك في كل ماتخبئه الأقدار لك من أوقات عصيبة لتحملك بعدها إلى الفرح.. من لي بصديق أسميه منية الروح يكون لي مثلما أكون له أمنية تنطلق من الأعماق تبحث بلهفة بين الجموع عن روح تماثل روح صاحبها فإن احتاجنا يوماً لصديق ليس معناه أنك ضعيف بل لأنه شيء مسلم به ومثلما ورد في أمثالنا قول الناس للناس،فكيف بصديق اخترته لتثبت أن الحياة بلا صديق حياة بلا ألوان.. نعم كانت صديقة يشدني إليها كل شيء أحسست باختلافها عن البقية.. كنا نتشارك هوايات موحدة أستطيع أن أصف تلك الأيام أنها أجمل أيام عمري. لكن كما يقولون عمر الفرح قصير حصل سوء فهم واختلاف بالرأي لكني تجاهلت من باب مفتوح على مصراعيه حبى لها ليقين أن الخلاف لايفسد للود قضية صديقتي مازلت تلك التي عرفتها بعد خلاف تصديق لمثل شعبي ما صحبة إلا من بعد عداوة،لكنها فاجأتني ذات صباح وأنا أسأل عن حالها رغم معرفتها مسبقاً ما يعكر صفو الصداقة التي تجمعنا. كانت قاسية وصوتها يحمل برود،لكني بحب حاولت احتواءها لكنها لم تدرك حجم انفعالها تحدثت عني بقسوة حاولت أن أبعد عن خلاف حقيقي كان يرقص فرحناً ليقينه أنه سوف يقتحم أسوار مدينتنا الصغيرة البعيدة كل البعد عن أطماع النفوس مدينتنا الشامخة عن المصلحة استمرت باللوم والعتاب والتشكيك وهي تعرف أني لا أجيد الكذب أرفضه بحياتي للمرة الأخيرة حاولت احتواءها بتحمل كان بدأ يتلاشى لكنها تعمدت إعادة الكلام من أوله بنفس اللكنة وبحدة هنا انهارت كل دفاعات مدينتنا ليغزوها ما يغزو كل العلاقات التي تحلم أن تستمر بعيداً عن تسلسل النزوات بمصلحة صدقيني مازلت أحمل ذكريات محال أن أنساها مهما مهما أستمر جرحك نارفاً في أعماقي فصوت يتردد صداه كلما شاهدت عشقك اللا منتهي لها سامحني فأنتي تذكرين أني قلت لك بعدان دمرت كلماتك المنفعلة كل الدفاعات المتبقية.. لم أشأ أن أعذبك لكنك ذبحتني إلى أخر شرياااان.. ستظلين كما أنت صورة رائعة لكنها مهزوزة في ناظري فقط، قد أكون ظالمة لكني حين أحب أهب دون حدود وحين أنجرح أتلاشى كمدينة من الشمع تتمدد بجمال بين خط الاستواء وخط العقل.. ليس قدرنا لكنه قدري ينجح دائماً في أبعادي عن كل ماهو مهم لي أناضل أضحي كثيراً من أجل أن يبقى لكن أخسره.. بقلم حبره عاطفة صادقة أستطيع أن أصف الصداقة أنها سماء دون حدود أفق لاينتهي لطائر يبحث عن رزق وغريب يبحث عن وطن وجدول ماء قرر أن يفصل بين ضفتين وشجرة حلمها أن تعانق الفضاء مازلت أنا تلك الباحثة بفضول عن روح رغم أن الأوجاع تنمو بداخلي على حساب أحلامي.