«1» الواحدة منتصف الليل .. هذه الساعة مناسبة لأشعر بآلام القولون. أضع أصابعي على المكان الذي يترجم قلق الماضي. ويعود بشدة كلما وقعت ببقعة كخطوط لعبة ! مايحدثُ ناتج عن تأخرٍ لم تنتبه له الأرض .عن يد سقطت فجأة قبل أن تلتقطني. عن حضور في أحاديث مجانية. قالت لي وأنا أحدثها عن الصداقة: - هي بلا مصالح - بالتأكيد - طليقة كالهواء - آهة - ثم ماالذي سيحدث. وكانت عيناها تكفران بما أقول. هل بدأت أنا من حيث انتهت ؟ تسكنني كالضوء والعتمة، أتذكرها تقول : - شيء ما يجعلني أنصت إليك كصوتي. أتحلل منذ البداية . أدوِّر بين ركام قديم فأجدك جديداً . ضعني في أوقاتك لأميز وقتي. سأحب المنفى معك . الساعة الواحدة: واهمة كالمنطق أحياناً، وحقيقية كالجبر التاريخي. أتذكرُ؛ لأني رحلت متغاضياً عن عدم رغبتي في الموت منفرداً. وكنت أعرف أني سأحب المنفى معك ! «2» لا أحد في الشرفة. تقع عيناي على حجر بلون آخر في جدار الغرفة .لم يجف شجني بعد. ولا لفتاتي التي تقطع الوقت لأتأكد من أمل يبدو عليه الشحوب. محاولة للإعادة بغير أدواتها السابقة عندما حدثتك عن إطلالة بعيدة. كنت أراود أفكاري، ثم أدعها تمضي في طريقها عند أول رضا! لا تريد أن تعيش إلا ككتلة مكررة..على كل حال! إلى أين يمكنني أن أصل بابتسامتك التي لا تفارقني في لحظة تبدو لي أحيانا واهمة. وحين أذهب باتجاه آخر أدرك أن الكون لا ينام، ولا يتوقف. كيف يمكن أن أرى نفسي أقف في المكان الذي تقفين فيه الآن. وأنا أحاذيك وأُعيد النظر لعينيك ثانية.فأسألك : لماذا لم نفكر هكذا من قبل ؟ كان سؤالك الأخير عن أحوال الأهل، يضع أسئلة كثيرة لم نتعود عندنا أن نسألها، خاصة عندما لا نكون قد التقينا بهم من قبل. الإشارة التي أؤمن بها تماماً. تذكر الحكايات التي تداولها الناس، أن فتاة صغيرة تزوجت برجل يكبرها بعشر سنوات . كان هو يعرفها عندما كانت في المرحلة الأولى من الدراسة . أليس هناك نهاية للمراحل أيضاً، لا أراها غارقة كالغروب بل أشد وجوداً. وأنا أمهر فيها محاولتي التي تعرفينها التأخر أشد وطأة من ظنوننا! أعتم من تفاؤلنا أحياناً! لا أحد سوى صوت الريح ..يحاول أن يجد إجابة لأسئلة تربطني بالقلق، وبآلام أخرى. لماذا علينا أن نفكر بآخر شيء مرَّ بنا حتى ولو كان ألماً ؟