بينما كانت المريضة فنون 55سنة تتلقى الدواء في أحد المستشفيات بالعاصمة صنعاء لما ألم بها من تليف في الكبد.. كانت لحظات منيتها تتقاطع مع عقارب الساعة الخامسة عصراً من يوم الأربعاء تاريخ 2010/4/21م. هكذا فارقتها الحياة بعد نصف شهر من المكوث في المستشفى قسم الباطنية الغرفة رقم سبعة الدور الثاني، بعدما عمل الأهل على إخراجها من المستشفى، لكن قبل يتحقق خروجها كان عليهم أن يتواجدوا في الدور الأول لإتمام الإجراءات القانونية للخروج، وهم في صدد تلك الإجراءات كانوا يتساءلون فيما بينهم: هل يحملونها من غرفتها إلى الثلاجة باعتبار الوقت متأخر؟ أم يذهبون بها إلى القرية لتتم عملية الدفن في ظهيرة اليوم الثاني.. ربما ثلاث ساعات هي المسافة التي تنتظر إطارات السيارة من العاصمة صنعاء إلى مديرية الشعر قرية مسورة أحمد. بعد تلك الحيرة استمرت نصف ساعة، قرر الأهل إخراجها من المستشفى والذهاب بها إلى جامع المؤيد للغسل ومن ثم الذهاب بها إلى القرية. صعدوا من الدور الأول إلى الدور الثاني وفي مقدمتهم زوج المتوفية حامد محمد مشلي لإحضار جنازتها.. غير أن المفاجأة كانت تترقب خطاه، هكذا إذا تتحقق تلك المفاجأة بعدم وجود الجنازة في الغرفة التي كانت مقيمة فيها. هرع الزوج إلى استعلامات الدور نفسه، فقالوا: أنظرها في العناية توجه إلى العناية فوراً فأخبروه بأنها ليست في العناية وما عليه سوى البحث عنها في قسم آخر أثناء البحث عادت به خطاه إلى غرفتها، فوجدها مسجاه وعندما سأل النساء التي كن معها في نفس الغرفة عن سبب اختفائها أجبن بأن أفراد الصحة الذي أخذوها عللوا أخذها بأنهم ذهبوا بها إلى العناية المركزة للتأكد من وفاتها. عند ذلك تم إخراجها من المستشفى والتوجه بجنازتها إلى جامع المؤيد لإجراء عملية الغسل. ثلاث نساء من تولين عملية الغسل اثنتان منهن قريبتا المتوفاة أثناء عملية الغسل تم فتح فم المتوفية لوضع قطن كون المتوفين من تليف الكبد يحدث لهم نوع من النزيف في الفم وهن تفاجأت إحدى قريباتها بعدم وجود أسنان المتوفاة.. تمت عملية الغسل ليذهب بالمتوفاه أقاربها إلى القرية.. بعض الأقارب ممن يقطنون في العاصمة بقوا من ضمن أولئك الذين لم يسافروا مع هؤلاء النساء اللاتي رافقن المتوفاة إلى المغسلة وشاركن في عملية الغسل إحداهن زوجة الشاعر/صدام عبدالمجيد حمزة. كان يتساءل هل يجوز شرعاً دفن المتوفاة وعليها قطع ذهبية باعتبار المتوفاة كان لديها أسنان ذهبية تقدر قيمتها ب 150ألف تقريباً قبل أن يكمل الشاعر تساؤله كانت إجابة زوجته تنذر بمفاجأة أخرى: لقد رأيتها أثناء عملية الغسل ولم تعد لديها الأسنان الذهبية أدرك الشاعر حينها بأنها سرقت.. قام على الفور بإجراء اتصال هاتفي لزوج المتوفاة يخبره فيها بأن أسنانها سرقت ليجيبه الزوج الضابط المتقاعد: بكلمات تتخللها حشرجة: أمرهم إلى الله.. كان الزوج حينها في منطقة يريم ولم يعد يفصله عن الوصول إلى القرية سوى ساعة من الوقت أو أقل. في اليوم الثاني ذهب الشاعرصدام عبدالمجيد حمزة إلى المستشفى لإبلاغهم عما جرى كان ذلك يوم الخميس 2010/4/22م وصولاً هناك قبل انتهاء الدوام، أخبر القائم بأعمال البحث الجنائي بالمستشفى عن تلك السرقة ليتم تدوين البلاغ حينها مصاحباً له وعداً من المسئول عن البحث بأنهم سيقومون بالتحقيق ويوافونه بما توصلوا إليه.. إلا أنهم إلى الآن لم يأت منهم خبر، لنتساءل بدورنا: لم وصل الحال في المستشفيات إلى هذا الانحطاط ما الذي يعنيه ذلك. لنتساءل مرة أخرى: هل سرقت حية أم إنها سرقت وهي تعاني الاحتضار.. لنتساءل ثالثة عن حكم سرقة الحي وسرقة المتوفى غير أن هذا التساؤل الأخير لن نتوجه به إلى العلامة العمراني إنما نتوجه بأحرفه السوداء إلى مدير المستشفى على أمل إصدار فتواه في ذلك.