إن المرحلة المقبلة تتطلب تكثيف الجهود من أجل الإعداد الجيد لتنفيذ الاستحقاق الانتخابي الديمقراطي الذي ينتظره اليمنيون بفارغ الصبر، ولايجوز أن ننشغل عن هذا الاستحقاق. وأعتقد أن المداراة للاحزاب قد بلغت مداها وعلى الأحزاب والتنظيمات السياسية المؤمنة بالديمقراطية فكراً وممارسة والتي تحترم الاقتراع الحر المباشر ونتائجه أن تبذل جهودها من أجل الوصول إلى هذا اليوم الذي يقول فيه الشعب كلمته الفاصلة. إن الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تقف مع السيادة الوطنية، وتقدس التراب الوطني، وتجعل من الدستور والقانون سقفها الذي لايجوز تجاوزه، تستحق احترام وتقدير وثقة الشعب، لأنها بدون شك كانت مع الشعب ومع إرادته الحرة والمستقلة، ونابعة من تراب الوطن، ولم تتلق التعليمات من الخارج، ولأن الشعب هو صاحب الحق ومصدر السلطة وهو الذي يمنح الثقة أو يحجبها. وبناءً عليه فإن الأحزاب والتنظيمات السياسية التي عمقت صلتها بالشعب لاتحتاج إلى مداراة أو مهادنة أو مكافأة من أحد على الاطلاق طالما أن علاقاتها بالشعب على درجة عالية من الثقة، ولاتخف مادامت ملتزمة بالدستور والقانون والثوابت الوطنية، وترفض التمرد والتخريب والقتل والتصفية الجسدية بالهوية الوطنية وتقف ضد الارهاب والغلو والتطرف والعنصرية، وتعرف واجبها الوطني وتدرك ما لها وما عليها من الحقوق والواجبات. إن الواجب الوطني والدستوري والقانوني يفرض على الشرفاء والنبلاء في ساحة الفعل الوطني الاتجاه نحو الاعداد والتهيئة لانجاز الاستحقاق الديمقراطي الذي ينبغي أن يتم في 27أبريل 2011م دون تسويف أو مماطلة، ولايجوز الإنشغال بما يطرحه الفاشلون الذين يغردون خارج السرب الوطني، الذين يلوكون الزيف والبهتان بألسنتهم الحداد دون أن يقدموا النافع المفيد للشعب، لأن تلك الأحزاب التي تبرهن يومياً على فشلها تريد أن تجر البلاد والعباد إلى تعطيل الاستحقاق الانتخابي، ولذلك فإن الحذر واجب والعمل من أجل الانتخاب أشد وجوباً، وقد حان الوقت للعمل بجد من أجل الانتخابات ويكفي مداراة للفاشلين فجلب المصالح مقدم على درء المفاسد وسيكون النجاح حليف الشرفاء بإذن الله.