عندما قلنا بأنه مونديال غريب الأطوار كنا فقط نعبّر.. متأثرين بسكين الدهشة التي ثابرت بحماس على قطع كل التوقعات. لكن المفاجآت عموماً شأنها شأن أخطاء حكام كرة القدم هي ملح المنافسات الرياضية ومصدر بهارات وسائل الإعلام وغذاء لتعليقات المشجعين. من كان يتصور أن يتواجد في المربع الذهبي أورغوايوهولندا وإسبانيا وألمانيا فيما تسقط إيطاليا وهي حاملة اللقب وفرنسا صاحبة الوصافة من قاع المرحلة الأولى شأنها شأن الدول غير القوية في كرة القدم.. ومن كان يصدق أن تغادر البرازيل والأرجنتين مجتمعتين في غير الأوان في إطار انقلاب الطاولة على رؤوس منتخبات دول أمريكا اللاتينية مجتمعات، فيتحول دونجا ومارادونا إلى لبانة في أفواه معظم عشاق السحر الكروي اللاتيني.. من الناحية الشخصية وبمكانيزمات عاطفية ليس أكثر أصارح بأن مونديال جنوب إفريقيا 2010م فقد طعمه عندي مع حلول أوان انطلاق المربع الذهبي وعندما حاولت الاستمتاع بمواجهتَي هولنداأورغواي وأسبانيا ألمانيا غابت حمى الإثارة وإيقاعات النبض المرتفع وهو قصور يعرفه الذين يدركون أن الكرة انفعال وإثارة أعصاب قبل أن تكون نتائج أو أداء.. مع ذلك فسنتسمر جمعياً أمام شاشة الفضائية الناقلة لنعرف ونقرأ المزيد، متطلعين إلى إثارة مختلفة في نهائي البطولة الأوروبي الخالص..